يمر الرضيع خلال سنواته الأولى بالعديد من التغيرات والمراحل التي تؤثر على نمط نومه، وقد تلاحظ الأسرة أحيانًا تغييرات مفاجئة في مواعيد نوم الطفل بعد أن اعتاد على جدول نوم منتظم. غالبًا ما يكون ذلك طبيعيًا وليس مرضيًا، ويعرف باسم تراجع النوم، وهو ظاهرة شائعة خلال مراحل النمو المبكرة، قد تثير قلق الأهل رغم قصر مدته وعدم استمراريته لفترة طويلة.
ما هو تراجع النوم؟
وفقًا لموقع whattoexpect، يُعد تراجع النوم فترة مؤقتة يواجه فيها الطفل صعوبات في النوم، مثل الاستيقاظ المتكرر ليلاً أو مقاومة القيلولة، على الرغم من أن الطفل كان ينام بشكل جيد في السابق. تستمر هذه المرحلة عادة من أسبوعين إلى أربعة أسابيع، ويمكن أن تكرر عدة مرات خلال السنة الأولى من عمر الطفل، وغالبًا ما تكون ناتجة عن تغيرات طبيعية في تطور الطفل.
الأسباب المحتملة لتراجع النوم
لا يظهر تراجع النوم بشكل عشوائي، بل يكون مرتبطًا بأحداث مهمة في حياة الطفل، مثل تسارع النمو الجسدي أو الذهني، أو بداية التسنين، أو تعلم مهارات جديدة كالحبو أو الوقوف. كما يمكن أن تتغير نمط حياة الطفل نتيجة للتغيرات في الروتين اليومي، مثل الذهاب إلى الحضانة أو السفر، أو حتى التعرض لمرض بسيط مثل الزكام أو اضطراب المعدة، مما يسبب اضطرابات مؤقتة في النوم.
متى يحدث عادةً؟
يرتبط تراجع النوم بفترات عمرية معينة، حيث يظهر بشكل متكرر عند عمر أربعة أشهر مع بداية تطور أنماط نوم الطفل، ثم عند عمر ستة أشهر مع بداية النوم لفترات أطول وتقلبات جديدة، وبعد ذلك بين 8 و10 أشهر مع زيادة الحركة وظهور التعلق العاطفي، وأخيرًا عند السنة الأولى مع محاولات المشي ونطق الكلمات. كل هذه التغيرات تؤثر على نمط النوم الطبيعي للطفل.
كيف نواجه هذه المرحلة؟
للتعامل مع تراجع النوم، يجب على الأهل اتباع خطوات بسيطة، مثل الحفاظ على جدول نوم منتظم، وتوفير بيئة هادئة ومريحة قبل النوم، وتجنب الألعاب أو التحفيز الزائد قبل موعد النوم. في حالة استيقاظ الطفل أثناء الليل، يُفضل الانتظار قليلاً قبل التدخل، إذ قد يظل الطفل نائمًا بشكل تلقائي دون الحاجة للمساعدة، مما يساعده على العودة للنوم بشكل طبيعي.
هل يمكن منع تراجع النوم؟
لا يمكن منع تراجع النوم بشكل كامل، لأنه جزء من التطور الطبيعي لنمو الطفل. ومع ذلك، يمكن تقليل حدته من خلال المحافظة على استقرار الروتين اليومي، وملاحظة إشارات التعب التي يظهرها الطفل، بحيث يمكن الاستجابة لها مبكرًا قبل أن تتفاقم المشكلة.
متى نطلب مساعدة طبية؟
ينصح بمراجعة طبيب الأطفال إذا استمرت مشاكل النوم لأكثر من شهر، أو ظهرت مع تلك المشاكل أعراض غير معتادة، مثل ارتفاع درجة الحرارة أو تغير في سلوك الطفل، حيث يساعد الطبيب على استبعاد الأسباب الصحية الأخرى وضمان عدم وجود مشكلة صحية تحتاج إلى علاج متخصص.