يبقى الجلوس الطويل في الحمام قد لا يثير قلقًا عند النظر إليه من زاوية بسيطة، لكن عند تحليل بعض العوامل المرتبطة بهذا السلوك، تظهر مؤشرات مهمة قد تدل على وجود مشاكل صحية في الجهاز الهضمي أو آثار نفسية غير مرئية.
أظهر استطلاع حديث أن حوالي 47% من جيل الألفية و51% من جيل Z يقضون أكثر من ست دقائق خلال عملية التبرز، بينما تقل النسبة بين الأجيال الأكبر سنًا. وعلى الرغم من عدم وجود مدة محددة لقضاء الوقت في الحمام، فإن الخمسة دقائق تعتبر مدة مناسبة لإنهاء الإخراج. وإذا استغرقت العملية وقتًا أطول، يُنصح بإعادتها لاحقًا بدلًا من محاولة الضغط المستمر أو البقاء بلا فائدة، حيث إن المكوث المفرط قد يحمل مخاطر صحية.
المخاطر المصاحبة للإطالة في البقاء في الحمام
المدة الطويلة لا تشكل المشكلة وحدها، بل قد تكون مرتبطة بعوامل أخرى مثل الشعور بعدم الانتهاء من عملية الإفراغ أو الحاجة إلى جهد غير طبيعي، أو الاعتماد على الضغط الخارجي للمساعدة، وكلها علامات تستدعي استشارة طبية. من الظواهر الملاحظة أيضًا هو استخدام الهاتف أثناء التبرز، حيث أظهرت البيانات أن نحو 49% من جيل Z يستخدمون الهاتف باستمرار في الحمام، وهذه العادة قد تتحول إلى نمط يصعب تغييره وتؤثر على سلوك التركيز وتنظيم الوقت.
الارتباط بين الإمساك والقلق
تشير البيانات إلى أن حوالي ثلثي الأشخاص من جيل الألفية يعانون من الإمساك بشكل شهري، مع تشخيص 12% منهم باضطراب القولون العصبي المرتبط بالإمساك المزمن. كما أظهرت الدراسات أن التوتر والضغوط النفسية تلعب دورًا كبيرًا في تبطئ عملية الإخراج، حيث إن أكثر من 80% من جيل Z والألفية يشعرون بأن الحالة النفسية تؤثر على انتظام التبرز، وهو ما يفوق النسبة بين الأجيال الأكبر سنًا.
الآثار الصحية والجسدية للإسراف في الجلوس
مما لا شك فيه أن الجلوس المفرط في الحمام على فترات متكررة قد يؤدي إلى تفاقم مشاكل البواسير، وضغط مستمر على عضلات الحوض، وألم أسفل الظهر أو في الأرجل بسبب الوضعية الثابتة. كما أن وجود الهاتف في الحمام يعزز دخول الميكروبات إلى اليدين، خاصة وأن الهاتف قد يتحول إلى بيئة خصبة للبكتيريا، مما يزيد مخاطر انتقال الجراثيم.
نصائح عملية لتقليل الوقت في الحمام
لتحقيق ذلك، من المهم الاهتمام بتناول كميات كافية من الألياف، التي تساعد على تحسين حركة الأمعاء وتغذية البكتيريا المفيدة في القولون. يوصى بزيادة كمية الألياف تدريجيًا مع شرب كميات مناسبة من الماء لتجنب المساعدة على حدوث الإمساك بدلًا من الوقاية منه. كما أن احترام الإشارات الطبيعية للجسم وعدم تأجيل التبرز يلعب دورًا مهمًا في تجنب تراكم الماء داخل القولون، مما يجعل البراز أكثر صلابة وأصعب في الخروج.
متى يصبح من الضروري استشارة الطبيب؟
في حال ظهور تغير واضح في نمط التبرز، مثل ازدياد مدة العملية أو ظهور أعراض جديدة كالآلام المستمرة في البطن، أو نزول دم مع البراز، أو فقدان غير مبرر للوزن، من الأفضل مراجعة الطبيب المختص بسرعة. فهذه العلامات قد تشير إلى حالات صحية تحتاج إلى متابعة دقيقة وعلاج مناسب لضمان المحافظة على صحة الجهاز الهضمي.