رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

سبع عوامل تؤدي إلى الإصابة بأمراض المناعة الذاتية

شارك

تظهر أمراض المناعة الذاتية بشكل مفاجئ، حيث يظن الشخص أن كل شيء على ما يرام، ثم فجأة يبدل جهازه المناعي مساره، ليبدأ بمهاجمة الجسم وكأنه غريب عنه. قد يشعر بألم في المفاصل، أو تظهر عليه مشاكل في الجلد أو الجهاز الهضمي وغيرها من الأعراض الغريبة، دون أن يكون هناك سبب واضح. السبب وراء ذلك يكمن في أن مشاكل المناعة الذاتية تتطور مع الزمن، وتُحفز أحيانًا بواسطة ضغوطات حياتية، عادات غير صحية، أو أمور خارجة عن السيطرة، وغالبًا ما تتطور دون أن يلاحظ الشخص بداية حدوثها. هناك عوامل خفية تلعب دورًا في تطور هذه الأمراض.

الإجهاد المزمن وتأثيره على الجهاز المناعي

يعاني الجميع من التوتر أحيانًا، لكن حين يتحول التوتر إلى إجهاد مزمن يصاحبه علامات مثل ضيق الصدر، شد الفك، وضغط في النفس، فإن ذلك لا يتجاهله الجسم. يتحول الإجهاد المزمن إلى مشكلة تؤثر على جهاز المناعة، حيث يسبب التهابات ويتسبب في اضطرابات هرمونية ويضعف صحة الأمعاء، وكل تلك التغيرات مرتبطة بشكل مباشر بأمراض المناعة الذاتية. والأهم أن الكثيرين لا يدركون مدى توترهم حتى يبدؤون بملاحظة أعراض غريبة تظهر فجأة.

تجاهل سلامة الأمعاء وتأثيره على المناعة

الأمعاء ليست مجرد عضو مسؤول عن الهضم، وإنما هي صديق دائم لجهاز المناعة. عند تلف بطانة الأمعاء بسبب تناول أطعمة معالجّة، استعمال المضادات الحيوية، أو تناول السكر بكثرة، قد يحدث ما يُسمى بـ”الأمعاء المتسربة”، حيث تدخل مواد غير مفترض دخولها إلى الدم، مما يربك جهاز المناعة ويجعله يهاجم الأنسجة السليمة بشكل مفرط. لذلك، فإن العناية بصحة الأمعاء مهمة جدًا في الوقاية من أمراض المناعة الذاتية.

العدوى الفيروسية الكامنة وأثرها على المناعة

تبقى بعض الفيروسات في الجسم بشكل مخبأ، وتؤثر على استجابة جهاز المناعة، حيث يمكن أن تؤدي عدوى فيروسية غير مرئية إلى جعل الجسم يهاجم نفسه بشكل متكرر. وعلى الرغم من أن تأثيرها يختلف بين شخص وآخر، إلا أن الأطباء يعترفون بدور هذه العدوى المستمرة كمحفز لأمراض المناعة الذاتية، خاصة مع تكرار وجود الفيروسات في الجسم.

السموم التي تتراكم ببطء وتنقص من قدرة الجسم على المقاومة

تتسلل السموم البيئية مثل المبيدات الكيميائية، مواد التجميل، تلوث الهواء، والمعادن الثقيلة إلى الجسم، حيث تتراكم بمرور الوقت وتنهك أجهزة إزالة السموم كالكبد والكلى، مما يجعل الجهاز المناعي يبالغ في رد فعله. هذا يؤدي إلى التهاب مزمن لا يستطيع الجسم التعامل معه بشكل فعال، وهو من العوامل التي تساهم بشكل كبير في اضطراب المناعة الذاتية.

نقص العناصر الغذائية ودوره في اختلال المناعة

قد لا يظهر نقص في عناصر غذائية مثل فيتامين د، الأوميجا 3، السيلينيوم، الزنك، الحديد، بشكل فوري، لكنه يؤثر على تنظيم وظائف الجهاز المناعي. عندما يفتقر الجسم لهذه المغذيات الأساسية، يصبح الجهاز أكثر اضطرابًا ويتجه لمهاجمة أهداف خاطئة، كما يتجاهل تهديدات حقيقية، وغالبًا ما يكون ذلك خفيًا ولا يُلاحظه الشخص إلا بعد تدهور الحالة.

اختلال التوازن الهرموني وأثره على المناعة

تميل النساء أكثر إلى الإصابة بمشاكل المناعة الذاتية، ويُعد اضطراب الهرمونات سببًا رئيسيًا لذلك. إذ تؤثر هرمونات مثل الإستروجين والبروجسترون والكورتيزول وهرمونات الغدة الدرقية بشكل مستمر على جهاز المناعة. عندما تتغير مستويات الهرمونات بسبب وسائل منع الحمل، أو مشاكل الغدة، أو انقطاع الطمث، يتلقى الجهاز المناعي إشارات مضطربة، مما يؤدي إلى مهاجمة الجسم لأنسجته بشكل غير طبيعي. وعليه، فإن اضطرابات الهرمونات تُربك الجهاز المناعي ويزيد من احتمال الإصابة بأمراض المناعة الذاتية.

الالتهاب المزمن وتأثيره على الجسم والمناعة

لا يُعتبر الالتهاب دائمًا ضارًا، إذ هو وسيلة طبيعية للجسم بهدف الحماية والشفاء. لكن الالتهاب يتحول إلى مزمن عندما يستمر نتيجة تناول أطعمة مصنّعة، وقلة النوم، وعدم ممارسة النشاط، أو بسبب مشكلات عاطفية. في هذه الحالة، يعتاد الجهاز المناعي على مقاومة كل شيء، ويبدأ بمهاجمة خلايا الجسم، مما يرفع احتمالية الإصابة بأمراض المناعة الذاتية بشكل مستمر.

مقالات ذات صلة