يعد الجلوس لفترة طويلة في الحمام ظاهرة لا تثير القلق عادة عند النظر إليها من الخارج، لكن فحص بعض العوامل المتعلقة بها يمكن أن يكشف عن علامات لوجود مشاكل صحية في الجهاز الهضمي أو تأثيرات نفسية غير واضحة. فوفقًا لموقع Health، أظهر استطلاع أن حوالي نصف المراهقين من جيل الألفية والجيل Z يقضون أكثر من ست دقائق في عملية التبرز، بينما تقل هذه النسبة لدى الأجيال الأكبر سنًا. على الرغم من عدم وجود مدة ثابتة لإتمام التبرز، فإن خمس دقائق تعتبر زمنًا طبيعيًا، وإذا استغرقت العملية أكثر من ذلك، يفضل تأجيلها بدلاً من الضغط أو البقاء على المرحاض دون فائدة. أما الخطورة فهي في العوامل المصاحبة، كعدم إكمال الإخراج بشكل طبيعي، أو الحاجة لبذل جهد غير معتاد، أو استخدام الضغط الخارجي للمساعدة، فهي علامات تتطلب مراجعة طبية.
السلوكيات المرتبطة بمدة التواجد في الحمام
لاحظ الباحثون أن استخدام الهاتف أثناء التبرز أصبح من السلوكيات الشائعة، حيث يستخدم حوالي 49% من جيل Z الهاتف بشكل مستمر في الحمام، مقابل 39% من جيل الألفية، وتقل النسب بين الأجيال الأكبر سنًا. هذا الاستخدام قد يتحول إلى عادة يصعب التخلص منها، ويمكن أن يؤثر على التركيز والنظام اليومي في وقت لاحق، إضافةً إلى زيادة احتمالية انتقال الميكروبات إلى اليدين، خاصة أن الهاتف يمكن أن يكون بيئة خصبة للبكتيريا.
الإمساك والقلق وتأثيراتهما
تشير البيانات إلى أن مشكلة الإمساك ليست نادرة، حيث أبلغ 33% من المراهقين من جيل الألفية عن تجربتهم مع الإمساك خلال الشهر الماضي، وتم تشخيص 12% باضطراب القولون العصبي المصحوب بالإمساك المزمن. تلعب العوامل النفسية دورًا هامًا، إذ يشعر أكثر من 80% من جيل Z وجيل الألفية أن التوتر والضغوط النفسية تؤثر على انتظام التبرز، مقارنةً بجيل X الذي تكون النسبة لديه حوالي 69%، والجيل الأقدم بنسبة 50%.
الآثار الصحية الناتجة عن الجلوس المطول في الحمام
تكرار الجلوس المفرط في الحمام يمكن أن يسبب مضاعفات مثل تفاقم البواسير، وضغط مستمر على عضلات الحوض، وألم في أسفل الظهر أو الأرجل بسبب الوضعية الثابتة. بالإضافة إلى ذلك، تواجد الهاتف في الحمام يزيد من خطر انتقال البكتيريا إلى اليدين، مما يعرض الصحة للخطر، خاصة مع بيئة الهاتف التي قد تكون موطنًا للبكتيريا.
نصائح لتقليل مدة الجلوس في الحمام
من النصائح المهمة لتقليل الوقت في الحمام هو زيادة تناول الألياف، فهي تساعد على تحسين حركة الأمعاء وتغذية البكتيريا المفيدة في القولون. يُنصح بأن تحصل النساء على 25 غرامًا من الألياف يوميًا، والرجال على حوالي 38 غرامًا، إلا أن الكثيرين لا يحققون هذه الكميات. يجب إدخال الألياف تدريجيًا مع شرب كميات كافية من الماء لتجنب الإمساك، وأيضًا عدم تجاهل الإشارات الطبيعية للجسم، حيث إن الانتظار أو تأجيل التبرز يمكن أن يؤدي إلى زيادة تصلب البراز وصعوبة خروجه.
متى يجب استشارة الطبيب
يجب استشارة الطبيب إذا لوحظ تغير في نمط التبرز، مثل زيادة المدة، أو ظهور أعراض جديدة كالألم المستمر في البطن، أو خروج دم مع البراز، أو فقدان غير مبرر للوزن. فهذه العلامات قد تدل على حالة صحية تحتاج إلى متابعة دقيقة للتشخيص والعلاج المناسب.