يُعتبر البقاء فترة طويلة في الحمام أمرًا لا يدعو للقلق عند البعض، لكنه قد يكون علامة على وجود مشكلة صحية أو نفسية أعمق عند النظر إلى بعض العوامل المرتبطة به. إذ تشير الدراسات إلى أن بعض الفئات العمرية، خاصة الشباب من جيل الألفية والجيل z، يقضون وقتًا أطول بكثير من المدة المعتادة خلال عملية الإخراج، حيث يتجاوز بعضهم خمس دقائق، ويمارسون عادة تصفح الهاتف أثناء التبرز، مما يطيل من مدة الجلوس ويؤثر على سلوكياتهم وتنظيم وقتهم بشكل لاحق.
نظرة حول مدة البقاء في الحمام وتأثيره على الصحة
لا يوجد مدة محددة يتعين أن يقضيها الشخص في الحمام، لكن عادة يُعتبر أن خمس دقائق مدة مناسبة لإتمام عملية الإخراج. إذا استمرت العملية لأكثر من ذلك، يفضل أن تؤجل محاولة الإخراج وتعود لها لاحقًا، بدلًا من محاولة الضغط أو البقاء بصورة غير فعالة. الجزء الخطير لا يكمن فقط في طول المدة، وإنما في العوامل المصاحبة مثل الشعور بعدم اكتمال الإفراغ، أو الحاجة لبذل جهد غير طبيعي أثناء التبرز، أو الاعتماد على ضغط خارجي لتسهيل العملية، فهي علامات تستدعي تدخلاً طبيًا.
السلوكيات المرتبطة بالبقاء الطويل في الحمام
أظهرت الدراسات أن حوالي نصف جيل z يعتمد بشكل كبير على الهاتف أثناء التبرز، وهذا الاستخدام يمكن أن يتحول إلى عادة يصعب مقاومتها، وقد يؤثر على سلوك التركيز وتنظيم الوقت. كما أن البقاء لفترات طويلة يصاحبه غالبًا الشعور بعدم الراحة أو الحاجة إلى جهد إضافي، مما يؤدي إلى مشاكل صحية مثل تفاقم مشاكل البواسير، أو ضغط على عضلات الحوض، بالإضافة إلى احتمالات الشعور بألم في أسفل الظهر أو الأرجل بسبب الوضعية الثابتة.
الأثر النفسي والبدني للبقاء في الحمام لفترة طويلة
يؤثر التوتر والضغوط النفسية بشكل كبير على انتظام عملية الإخراج، فالكثير من الأشخاص يشعرون أن القلق والتوتر يفاقمان مشكلة بطء الإفراغ، الأمر الذي يعكس مدى ارتباط الحالة النفسية بالحالة الصحية للجهاز الهضمي. كما أن وجود الهاتف في الحمام يزيد من احتمالية انتقال الميكروبات إلى اليدين، مما يعرض الصحة للخطر، خاصة إذا لم يتم تنظيف اليدين جيدًا بعدها.
كيفية تقليل الفترة وتقوية صحة الجهاز الهضمي
للحد من طول المدة في الحمام، يُنصح بتناول كمية كافية من الألياف، فهي تسهم في تحسين حركة الأمعاء وتسهيل عملية الإخراج، بالإضافة إلى دعم البكتيريا المفيدة في القولون. يُفضل إدخال الألياف تدريجيًا مع شرب الكثير من الماء، وعدم تجاهل الإشارات الطبيعية للجسم التي تشير إلى الحاجة للتبرز، إذ إن الانتظار الطويل أو تأجيل الإخراج يؤدي إلى جفاف البراز وتصلبه، مما يصعب إزالته.
متى يُنصح بمراجعة الطبيب؟
إذا لاحظت تغيرًا ملحوظًا في روتينك اليومي أو شعرت أن عملية التبرز أصبحت أطول من المعتاد، أو ظهرت أعراض غير معتادة مثل ألم مستمر في البطن، أو خروج دم مع البراز، أو فقدان غير مبرر في الوزن، فمن الأفضل مراجعة الطبيب على الفور. إذ أن هذه الأعراض قد تكون علامة على مشكلة صحية تحتاج إلى تقييم دقيق ومتابعة مناسبة لضمان الصحة الجيدة وسلامة الجهاز الهضمي.