رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

المتهم الرئيسي في العيوب الخلقية.. إنتاج البلاستيك ارتفع لأكثر من 200 مرة منذ 1950

شارك

يشير تقرير حديث مجلّة لانسيت إلى أن العالم يواجه أزمة بلاستيك خطيرة، تضرّ بصحة الإنسان والبيئة، وتنجمت عن زيادة هائلة في إنتاج البلاستيك منذ عام 1950، حيث تضاعف أكثر من 200 مرة، مع توقعات بأن يتضاعف الإنتاج ثلاث مرات ليصل إلى أكثر من مليار طن سنويًا بحلول عام 2060. يُنتج معظم البلاستيك من مصادر نفطية وغازية وفحمية، ويُستخدم بشكل واسع في المنتجات ذات الاستخدام الواحد، مثل زجاجات المياه والحاويات الغذائية، مما أدى إلى تلوث بيئي متفشي، حيث يُنقل التلوث من القمم الجبلية إلى أعماق المحيطات، مع إعادة تدوير أقل من 10% فقط من إجماليات البلاستيك المنتجة.

تأثيرات البلاستيك على الصحة والبيئة

يمر البلاستيك بكل مراحل حياته من استخراج المواد الخام إلى التخلص منه، مسببا تلوث الهواء، التعرض لمواد كيميائية سامة، ودخول جزيئات بلاستيكية دقيقة إلى جسم الإنسان عبر تنفس الماء والهواء والأطعمة. وتشير الأبحاث إلى أن تلوث البلاستيك يزيد من تكاثر الحشرات الناقلة للأمراض، لأنه يوفر بيئات مثالية من المياه المجتمعة في الطاسات والزجاجات المهملة. يُستخدم أكثر من 16 ألف مادة كيميائية في صناعة البلاستيك، وتربط دراسات بين التعرض لهذه المواد وحدوث مشاكل صحية متنوعة، خاصة لدى الأطفال الرضع والأجنة، مثل زيادة خطر الإجهاض، الولادة المبكرة، العيوب الخلقية، وتأثيرات سرطانية وتأخر في النمو.

الأضرار الناتجة عن النفايات البلاستيكية ومخاطرها

تتحلل النفايات البلاستيكية إلى جزيئات دقيقة ونانوية تدخل الجسم عبر الطعام والماء والتنفس، وتوجد في الدم والدماغ وحليب الأم والسائل المنوي ونخاع العظم، لكن أثرها على الصحة غير واضح تمامًا حتى الآن، ويرتبط بعضها بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل السكتة الدماغية والنوبات. يقدر الباحثون أن التكاليف الصحية المتعلقة بأثر ثلاث مواد كيميائية بلاستيكية فقط تصل إلى حوالي 1.5 تريليون دولار سنويًا، الأمر الذي يجعل من الضروري العمل على تقليل هذه الأضرار وتطوير سياسات بيئية وصحية فعالة.

الأزمة العالمية والتحرك الدولي لمواجهتها

تشهد المحادثات الدولية حاليًا خلافات حول معاهدة ملزمة قانونيًا لمراقبة إنتاج وتخلص البلاستيك، حيث تدعو أكثر من 100 دولة إلى وضع حدود قصوى لإنتاج البلاستيك، بينما تدافع بعض الصناعات، مثل شركات النفط والبلاستيك، عن التركيز على إعادة التدوير بدلاً من تقليل الإنتاج، ظانين أن إعادة التدوير يمكن أن يقلل من الضرر، لكن الحقيقة أن إعادة التدوير غير كافية للتعامل مع الحجم المتزايد من التلوث. من الجدير بالذكر أن عملية إنتاج البلاستيك تستهلك كمية هائلة من الطاقة وتطلق غازات تضر بالمناخ، بالإضافة إلى استخدام أكثر من 16 ألف مادة كيميائية، معظمها مرتبط بمخاطر صحية عالية.

الخطوات المستقبلية والحاجة لاتخاذ إجراءات عاجلة

يؤكد الخبراء على ضرورة تضمين معاهدات الاتفاقات الدولية إجراءات لحماية صحة الإنسان والكوكب، مع التركيز على تقليل إنتاج البلاستيك وتقليل الاعتماد على المواد الكيميائية الضارة، والاستثمار في حلول مستدامة، خاصة أن النفايات البلاستيكية تُهدد جميع مراحل حياة الإنسان وتسبب تكاليف اقتصادية وصحية عالية على المجتمعات. يُشدد الجميع على أهمية تبني سياسات واضحة وفعالة، بالإضافة إلى تعزيز الوعي العالمي بالمخاطر المتزايدة للبلاستيك.

مقالات ذات صلة