شاركت الأمانة العامة للجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة في منتدى الأمم المتحدة المعني بالتنمية المستدامة لعام 2025، بتنظيم من إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية، حيث نظمت جلسة شبابية بعنوان “أصوات من أجل 2045: الشباب يصنعون المستقبل”. شارك في الجلسة نخبة من الشباب وصناع التغيير من مختلف دول العالم، إلى جانب أعضاء المجموعة الرئيسية للأطفال والشباب المفوضة من الجمعية العامة للأمم المتحدة، بهدف إشراك الشباب في تصور مستقبل ما بعد عام 2030 وتمكينهم من صياغة ملامح التنمية المستدامة الممتدة حتى عام 2045، الذي أطلق لأول مرة خلال قمة الحكومات العالمية لعام 2023.
وتمحورت الجلسة، التي عقدت في مقر البعثة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، حول استشراف تطلعات الشباب وأفكارهم بشأن أهداف التنمية المستدامة المستقبلية، بهدف تحفيز مشاركتهم الفعالة والتواصل مع الآخرين لاستخلاص رؤاهم حول مستقبل أكثر استدامة وشمولية. وشارك فيها 40 مشاركًا من دول مختلفة، وتناولت وجهات نظر متنوعة حول رؤيتهم لأجندة 2045، حيث كانت النقاشات تركز على مدى أهمية تبيان دور الشباب في تحقيق التنمية المستدامة، وتناول التحديات والفرص التي يواجهونها.
توجيهات وأهداف الجلسة
ركزت الجلسة على ثلاثة محاور رئيسية هي التعاطف، والشغف، والعمل، التي تعكس أهمية دور الأجيال القادمة في بناء مستقبل أفضل. واعتمدت على نهج تفاعلي جمع مداخلات المشاركين من خلال استبيانات إلكترونية، حيث ناقشوا دوافعهم الشخصية، وأبرز التحولات التي يطمحون لتحقيقها، بالإضافة إلى التحديات التي تعيق مساهماتهم، مع عرض الحلول المقترحة لتعزيز مشاركتهم في التنمية المستدامة. كما أكدت أهمية تمكين الشباب وإتاحة الفرص لهم للمشاركة بشكل فعال في وضع السياسات واستراتيجيات المستقبل، مشددين على الحاجة لتعزيز التعاون الدولي والابتكار، وضمان حق الجميع في التعليم، والرعاية الصحية، والحفاظ على البيئة للأجيال القادمة.
موقف الدولة ودورها في التنمية المستدامة
أكد سعادة عبدالله ناصر لوتاه، مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية والتبادل المعرفي ورئيس اللجنة الوطنية، أن الإمارات تسعى لبناء عالم أكثر شمولية واستدامة بحلول عام 2045، وذلك عبر نهج استباقي يعتمد على الاستشراف الذكي والتخطيط المستقبلي. وأوضح أن الشباب ليسوا فقط مستفيدين من برامج التنمية، بل هم شركاء في صنعها وقيادتها، وأن الجلسة تعكس هذا النهج من خلال منصة تتيح للشباب التعبير عن رؤاهم وتحدياتهم وآمالهم بشكل شفاف وفعّال. وأشار لوتاه إلى أن صياغة مستقبل التنمية يتطلب حوارًا مفتوحًا، ومشاركة جماعية، وأفكارًا جريئة تواكب التغيرات العالمية، مع ضرورة تمكين الشباب ليكونوا محركًا رئيسيًا في رسم مستقبل أكثر عدلاً واستدامة للأجيال القادمة.
مشاركة الشباب وتجاربهم
شهدت الجلسة مشاركة واسعة من أعضاء المجموعة الرئيسية للأطفال والشباب، حيث تم مناقشة رؤاهم المستقبلية وطرحت وجهات نظر متنوعة حول طموحاتهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة الممتدة حتى عام 2045. تخلل النقاش الحديث عن أهمية التعاطف، والشغف، والعمل الجماعي في صناعة مستقبل أفضل، مع دعوة لاستثمار قدراتهم وطاقاتهم في مواجهة التحديات. واعتمدت الجلسة على أسلوب تفاعلي، حيث أجاب المشاركون على أسئلة رئيسية عبر استبيان إلكتروني، أبدوا من خلاله دوافعهم، والتغييرات التي يسعون لتحقيقها، وكذلك التحديات التي يواجهونها، والحلول التي يقدمونها لتعزيز مساهماتهم في التنمية المستدامة.
دور الشباب في المستقبل والتعاون الدولي
أكد المشاركون على ضرورة تمكين الشباب وإتاحة الفرص لهم للمشاركة الفاعلة في وضع السياسات المستقبلية، ضمن إطار التعاون الدولي والابتكار. وأهمية توفير التعليم والرعاية الصحية والحفاظ على البيئة لضمان حقوق الأجيال الجديدة. كما عبروا عن التزامهم بالمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وإشراكهم الشامل في عمليات صناعة القرار، لما لذلك من أثر مباشر على بناء مستقبل أكثر استدامة وشمولية. وتعكس هذه الجلسة التزام الإمارات والدول الأعضاء بمواصلة دعم الشباب وتشجيع الحوار، لتعزيز جهود التنمية وتحقيق مستقبل مزدهر للجميع بحلول عام 2045.
المنتدى والحوكمة على المستوى العالمي
ويمثل المنتدى السياسي رفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة منصة أساسية للأمم المتحدة، منذ إنشائه في 2012، لمتابعة وتقييم تنفيذ أجندة 2030، حيث يشارك وفود الدول عبر تقييمات وتحليلات معمقة عن مدى تحقيق الأهداف، خاصة الأهداف الستة الرئيسية التي تشمل الصحة، والمساواة بين الجنسين، والنمو الاقتصادي، وحماية المحيطات، وبناء الشراكات العالمية. وتُعد هذه المراجعات فرصة لتعزيز التعاون الدولي وجهود العمل المشترك لتحقيق التنمية المستدامة على المستويات المحلية والعالمية.