رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

استئصال الثدي لتجنب السرطان على طريقة أنجلينا جولى يواصل إثارة الجدل الطبي

شارك

تشير الأرقام إلى أن حوالي 20 ألف امرأة سنويًا، ومن بينهن نساء في الثلاثينيات من العمر، قد يضطررن إلى إجراء عملية استئصال الثدي السليم كإجراء وقائي ضد سرطان الثدي. يُعد قرار الخضوع لهذه الجراحة من الأمور الصعبة، حيث يختار بعض النساء تحمل المخاطر المحتملة أو خوض عملية قد تُعتبر قديمة وتترك أثرًا واضحًا على مظهرهن.

الخيارات الصعبة أمام النساء المعرضات للخطر

تواجه النساء اليوم خيارًا صعبًا بين مواجهة احتمالية الإصابة بسرطان الثدي أو الخضوع لعملية جراحية تُعرف بعملية استئصال الثدي، التي يصفها الأطباء بأنها إجراء قاسي ويُشبه العصور القديمة، لأنها تتضمن إزالة الأنسجة الثديية بشكل كامل. يُستخدم هذا الخيار خاصة للنساء اللواتي يعانين من عوامل وراثية، تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي بنسبة عالية، ويكون قرار الخضوع له غالبًا نتيجة تقييم دقيق لمخاطر الإصابة بالمرض.

الوراثة والطفرات الجينية

تُعد النساء اللاتي يحملن طفرات في جينات مثل BRCA1 أو BRCA2 أكثر عرضة بنسبة تصل إلى 80% للإصابة بسرطان الثدي، وتظهر شهرة هذا الخيار بعد أن قررت نجمة هوليوود أنجلينا جولي الخضوع لهذه الجراحة بعد اكتشافها أنها تحمل طفرة جينية، الأمر الذي أدى إلى زيادة الاهتمام بهذا الإجراء. بعد أن قامت بفحوصات جينية بعد وفاة والدتها بسرطان المبيض، أصبح واضحًا أن العديد من النساء يسعين لفحوصات مماثلة، ويختارن إجراءات وقائية لمنع الإصابة، رغم أن عددهن في المملكة المتحدة لا يتجاوز في الوقت الحالي 2000 امرأة سنويًا، على الرغم من ارتفاع الخطر لدى بعض الفئات.

الدعوة لتوسيع نطاق الإجراءات الوقائية

يقترح بعض الخبراء توسيع خيارات إجراء عمليات استئصال الثدي لتشمل ما يصل إلى 20 ألف امرأة سنويًا، بهدف الحد من حالات الإصابة بسرطان الثدي وتقليل عدد الحالات الجديدة. تشير الدراسات إلى أن النساء اللواتي يتوجهن لهذه العملية عند ارتفاع نسبة خطر إصابتهن بنسبة 35% أو أكثر، يمكن أن يمنعن ما يقرب من 6500 حالة سنويًا، إلا أن هناك انتقادات لكون هذا الإجراء يترك ندوبًا دائمة ويعرض النساء لمضاعفات عديدة تشمل العدوى والألم المزمن. ومع ذلك، يُؤكد الخبراء أن النساء يحق لهن أن يكن على علم بخطورتهن، وأن يُسمح لهن باتخاذ القرار المناسب بناءً على ذلك.

طبيعة العملية والخيارات المتاحة

تُجرى عملية استئصال الثدي تحت التخدير العام، وتستغرق حوالي ساعتين. في السنوات الأخيرة، أصبح الإجراء أكثر دقة، حيث يتم غالبًا حفظ الجلد والحلمة، ويُختار بعض النساء إعادة بناء الثدي باستخدام غرسات وتقنيات تجميلية أخرى، ويُقدّم هذا العلاج مجانًا عبر الهيئة الصحية الوطنية، خاصة للنساء التي ثبت أن لديهن أسبابًا وراثية تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي أو المبيض، حيث تقل المخاطر بنسبة تصل إلى 58% عند استخدام الأدوية الوقائية وفحوصات متابعة دورية.

مخاطر وأثر العملية على النساء

على الرغم من أن استئصال الثدي يقلل من احتمالية الإصابة بالمرض بنسبة تصل إلى 95%، إلا أنه قرار صعب نفسيًا وجسديًا. تشعر بعض النساء بفقدان أنوثتهن، وتؤثر على ثقتهن بأنفسهن، بالإضافة إلى فقدان القدرة على الرضاعة الطبيعية، ما يكون مهمًا جدًا للشابات والساعيات للأمومة. كما أن بعض الدراسات كشفت عن وجود جينات أخرى مثل CHEK2 وATM التي تزيد من خطر الإصابة، لكن غالبية النساء اللواتي يحملنها لا يعن لذلك، وتزداد المخاطر عندما ترافقها عوامل أخرى مثل السمنة والكحول والزمن.

نصائح وتوجيهات

ينصح خبراء جمعية “سرطان الثدي الآن” النساء اللاتي يخشين من حمل هذه الطفرات الوراثية بسبب تاريخ عائلي بضرورة استشارة طبيب مختص، لكنها تؤكد أن استئصال الثدي ليس إجراءً إلزاميًا، وتشجع على التقييم الدقيق للمخاطر والخيارات المتوفرة، بما في ذلك الفحوصات الجينية المستمرة والعلاج الوقائي. وفقًا لدراسات حديثة، يمكن تقليل حوالي 6500 حالة من سرطانات الثدي كل عام إذا عُدّلت معايير الكشف الوقائي، خصوصًا مع رفع نسبة خطر الإصابة إلى 35%، رغم أن المرضى كثيرًا يبالغون في تقدير مخاطرهم بسبب المخاوف المبالغ فيها.

قصص ملهمة ونتائج إيجابية

تتخذ العديد من النساء قرارات شخصية بشأن إجراء العملية، ويختارنها بعد دراسة معمقة، رغم أن بعضهن يفضل الانتظار حتى تظهر علامات سرطانية، ومن بينهن جريس بيرتون، التي قررت تأجيل العملية بعد أن اكتشفت إصابتها، لكنها أعلنت استعداها لإجراء الجراحة عند الحاجة. أما أنجلينا جولي، فكانت واحدة من أشهر النساء اللواتي خضعن لهذه العملية بعد أن اكتشفت أنها تحمل طفرة BRCA1، وتسبب ذلك في إحداث تأثير كبير عالميًا، حيث زاد الإقبال على الفحوصات الجينية واستئصال الثدي كإجراء وقائي، ما عزز الوعي بأهمية الكشف المبكر والتدخل الوقائي لحماية النساء من السرطان.

مقالات ذات صلة