يؤثر العمر الحقيقي للجسم على كيفية شعوره ووظائفه، حيث قد يظهر الشخص في الخمسينيات من عمره بطاقة وبشرة شبيهة بمن في الثلاثين، بينما قد يشعر آخر في الثلاثينيات وكأنه في الستينيات. يمكن أن يعكس ذلك تقدم الجسم مبكرًا قبل أوانه نتيجة لعوامل نمط الحياة، وهو ما يظهر بوضوح في تقرير موقع “تايمز أوف انديا”.
علامات تسرع عملية الشيخوخة
تظهر علامات معينة عندما يشيخ الجسم بشكل أسرع مما ينبغي، وتساعد التعرف عليها على اتخاذ خطوات لإبطاء عملية الشيخوخة المبكرة. من بين هذه العلامات الشعور الدائم بالإرهاق رغم نوم كافٍ، إذ أن التغيرات مع التقدم في العمر تقلل من إنتاج الميلاتونين وهرمون النمو، مما يعوق النوم والترميم الطبيعي للجسم. يقلل الاعتماد المفرط على الشاشات قبل النوم ويستفيد من ضوء الشمس الطبيعي ويواظب على تناول الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم مثل السبانخ أو اللوز، لجعل النوم أعمق وأكثر استنزافًا للشيخوخة المبكرة.
وبالنسبة للبشرة، فعلاماتها لا تقتصر على التجاعيد فقط، بل تظهر خطوط دقيقة وبهتان وترهل قبل الأوان نتيجة لتحلل الكولاجين والإيلاستين، خاصة مع التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية والتدخين وسوء التغذية. استخدام واقي الشمس يوميًا، وإضافة فيتامين سي ومكملات الكولاجين إلى الروتين اليومي، والحفاظ على ترطيب البشرة، من شأنه أن يبطئ من تقدم علامات التقدم في السن.
أما فقدان العضلات وزيادة الدهون في البطن، فهي علامات تدل على تباطؤ الأيض، خاصة عند ظهورها في الثلاثينيات والأربعينيات. يتسبب ذلك في فقدان العضلات الطبيعي مع التقدم في العمر وتراكم الدهون، ويمكن معالجته بممارسة تمارين القوة مرتين أسبوعيًا، وتناول البروتين بانتظام، وتقليل الكربوهيدرات المصنعة والسكريات.
التدهور المعرفي وأعراضه
يعد ضعف التركيز والذاكرة وضباب الدماغ علامات على أن الدماغ يتقدم في العمر بسرعة، ويمكن أن يكون ذلك بسبب الالتهاب المزمن، قلة النوم، التوتر، أو نقص التحفيز الذهني. ممارسة الأطعمة الغنية بأحماض أوميجا 3، خاصة الأسماك الدهنية أو المكملات، وتقنيات التأمل، والاستراحة الذهنية، تساعد على استعادة الحيوية وتقليل سرعة الشيخوخة الدماغية.
وتؤثر آلام المفاصل المتكررة والتصلب على نوعية الحياة، خاصة عند وجود التهاب مستمر ناتج عن سوء التغذية أو قلة الحركة أو تحسس خفي للأطعمة. من الممكن تحسين الحالة عبر تناول أطعمة مضادة للالتهابات مثل الكركم والتوت والخضروات الورقية، وممارسة رياضات خفيفة مثل السباحة أو اليوغا، وتقليل السكر والأطعمة المعالجة.
يترافق الإرهاق العاطفي مع علامات التقدم في العمر، حيث يسبب قلقًا وانفعالات زائدة، ويؤدي إلى ضرر التيلوميرات التي تحد من الشيخوخة، مما يستدعي العناية بالصحة النفسية عبر الراحة، وتنظيم الوقت، والابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية، والمخاطبة مع متخصصين عند الحاجة. التواصل الاجتماعي يعزز المزاج ويقوي الصحة الجسدية.
كما أن التكرار المتكرر لنوبات نزلات البرد أو الإنفلونزا يدعو إلى القلق، لأنه قد يدل على ضعف الجهاز المناعي الناتج عن التهابات مزمنة أو نقص في العناصر الغذائية، ويمكن تعزيز المناعة بتناول الفواكه والخضروات، والمشاركة في التمارين الرياضية المنتظمة، وتناول البروبيوتيك لدعم صحة الأمعاء، حيث يساهم الجهاز الهضمي في 70% من المناعة.
هل يمكن منع الشيخوخة السريعة؟
لا تعني الشيخوخة المبكرة نهاية القدرة على التفاعل الإيجابي، إذ أن تعديل نمط الحياة يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا. تبدأ بخطوات بسيطة، مثل ممارسة الحركة يوميًا حتى لو لعشر دقائق، وتقليل الأطعمة المعالجة، والحرص على النوم الكافي، وشرب الماء بانتظام، والتنفس العميق، والاعتناء بالنفس بشكل منتظم. هذه التغييرات ضرورية لتمديد عمر الجسم والحفاظ على صحته بشكل أفضل.