تؤكد الأبحاث الحديثة على أن النوم يلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على صحة جيدة، خاصةً لدى المراهقين، حيث أظهرت دراسة من جامعة ولاية بنسلفانيا أن قلة النوم ووجود الأرق يزيدان بشكل كبير من خطر ارتفاع ضغط الدم.
ما تقول الدراسة؟
حذرت الدراسة من أن قلة النوم لأقل من 7.7 ساعات يوميًا، خاصةً إذا كانت مصحوبة بالأرق، قد تؤدي إلى مخاطر صحية كبيرة، خاصةً على القلب والأوعية الدموية، مما يُعد عاملاً مهمًا في الوقاية من أمراض القلب مستقبلاً.
شارك في الدراسة أكثر من 400 مراهق في الولايات المتحدة، وركز الباحثون على قدرة الأرق وقلة النوم على رفع ضغط الدم لديهم، حيث يُعرف الأرق بصعوبة النوم أو الاستمرار فيه، بينما يقيس قلة النوم بعدم الحصول على عدد الساعات الكافي، وهو أقل من 7.7 ساعة حسب الاختبارات المعملية.
نتائج الدراسة
تبين أن المراهقين المصابين بالأرق ويخوضون قلة النوم يقل معدل نومهم عن 7.7 ساعات كانوا أكثر عرضة بخمس مرات لارتفاع ضغط الدم السريري مقارنةً بمن ينامون بشكل جيد ودون أرق. وأيضًا، أظهر من ينامون أقل من 7.7 ساعات ولكن لا يعانون من الأرق زيادة في خطر ارتفاع ضغط الدم بمعدل ثلاث مرات تقريبًا، مما يُبرز أهمية مدة وجودة النوم.
ما مقدار النوم الذي يحتاجه المراهقون؟
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب النوم بالحصول على 8 إلى 10 ساعات نوم يوميًا للمراهقين، لكن الغالبية منهم يحصلون على نحو 6.5 ساعات فقط في الأسبوع، وهذا نقص كبير يرفع مخاطر الإصابة بضغط الدم وأمراض القلب في المستقبل.
لماذا النوم مهم للمراهقين؟
يعمل الخبراء على توضيح أن قلة النوم تُعتبر عامل خطر لارتفاع ضغط الدم، وأن معالجة مشكلات النوم مبكرًا يمكن أن تساعد في الحفاظ على صحة القلب خلال مرحلة المراهقة والبلوغ، ويمكن لمراقبة أنماط النوم أن تكشف عن المراهقين الأكثر عُرضة للأمراض الناتجة عن سوء النوم والأرق.
ما الذي ينبغي على الآباء والمراهقين معرفته؟
ليس جميع المراهقين الذين يعانون من الأرق يصابون بارتفاع ضغط الدم، لكن عندما يتزامن قلة النوم مع الأرق، تزداد فرص الإصابة، لذلك يُعد من المهم تشجيع عادات نوم صحية، مثل تقليل استخدام الهواتف والتلفزيونات قبل النوم، والانتظام في جدول النوم، لتحسين جودته والوقاية من مشاكل القلب.
العلاقة بين النوم وصحة القلب
تُؤكد النتائج أن النوم الجيد يُعد عنصرًا حيويًا للحفاظ على صحة المراهقين، حيث أن اضطرابات النوم تُساهم في ارتفاع ضغط الدم، ومع زيادة المشكلة، يصبح من الضروري فهم تأثير قلة النوم على صحة القلب، وتوجيه المراهقين لاتباع عادات نوم سليمة للحد من مخاطر الأمراض في مراحل لاحقة من الحياة.