يلعب هرمون الكورتيزول دورًا هامًا في مساعدتنا على الاستيقاظ وتنظيم طاقتنا ومواجهة التحديات، لكنه يتحول إلى مشكلة حين ترتفع مستوياته بشكل مستمر ومزمن. فارتفاع الكورتيزول الدائم يمكن أن يسبب العديد من المشاكل الصحية، مثل تراكم الدهون في منطقة البطن، واضطرابات في التركيز والذاكرة، وضعف الجهاز المناعي، وزيادة العدوى، بالإضافة إلى القلق والعصبية، وتغير التوازن الهرموني، واضطرابات النوم.
المحفزات غير المتوقعة لارتفاع الكورتيزول
تساهم العادات اليومية والعوامل البيئية بشكل غير مباشر في رفع مستويات الكورتيزول، بداية من الإفراط في استهلاك الكافيين، مرورًا بنوعية النوم السيئة، والتعامل السلبي مع العلاقات، والتمارين الرياضية المفرطة، وتصفح الأخبار التي تحتوي على أخبار سلبية، والحديث السلبي مع النفس، وتوتر الحياة اليومي غير المُدار. وحتى الأنشطة الصحية مثل ممارسة التمارين، يمكن أن تصبح ضارة عند الإفراط فيها، فيما أن تصفح وسائل التواصل بشكل مستمر قد يؤدي إلى حالة من اليقظة المستمرة، مما يجعل الجسم يفرز المزيد من هرمون التوتر بشكل دائم.
الوعي وأول خطوة نحو السيطرة
الوعي هو الخطوة الأساسية في التحكم بمستويات الكورتيزول، حيث يتطلب الأمر التعرف على المحفزات التي ترفع الهرمون والعمل على الحد منها بوعي. يمكن تحقيق ذلك من خلال تنظيم نمط النوم، وموازنة التمارين مع فترات الراحة، ووضع حدود عاطفية، وتقليل استهلاك المنبهات، واتباع نظام غذائي متوازن يتناسب مع احتياجات الجسم، بهدف الحفاظ على توازن الهرمونات وتقليل التوتر.
طرق طبيعية للسيطرة على هرمون الكورتيزول
يُنتج الكورتيزول عن طريق غدد الكظر، ويمكن خفض مستواه بشكل طبيعي من خلال بعض العادات الصحية، تبدأ بممارسة التمارين الرياضية بانتظام، حيث تساعد على تقليل مستوى الهرمون وتحسين المزاج. النوم الكافي والجيد من الأمور الضرورية، حيث إن قلة النوم ترفع مستويات الكورتيزول، لذا يُنصح بالنوم منسب بين 7 إلى 9 ساعات يوميًا. الحفاظ على نظام غذائي صحي ومتوازن يتضمن الأطعمة الكاملة الغنية بالأحماض الدهنية الأوميغا 3 والأطعمة المفيدة للأمعاء يُساعد على تنظيم مستوى الهرمون. بالإضافة إلى ذلك، يُنصح بممارسة تقنيات التنفس العميق، كالتمارين التنفسية، واليوغا، والتأمل، التي تقلل بسرعة من التوتر. وأخيرًا، الابتسام والضحك يساهمان في خفض التوتر، وتوازن الهرمونات بشكل عام.
غالبًا ما تمر المستويات العالية من الكورتيزول دون أن نشعر، إلا إذا ظهرت الأعراض الصحية، لذا من المهم الانتباه لجسمك وإجراء تغييرات بسيطة في نمط الحياة للتحكم بالمستوى الطبيعي للهرمون والوقاية من المشاكل الصحية التي قد تنتج عن ارتفاعه المستمر.