رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

الذكرى العاشرة لرحيل ميرنا المهندس: مرض مبكر خطفها ويحييها الحنين كل عام

شارك

يحتفل العالم اليوم بالذكرى العاشرة لرحيل الفنانة ميرنا المهندس، التي توفيت في الخامس من أغسطس عام 2015، بعد معاناة طويلة مع المرض، تاركة وراءها إرثًا فنيًا مميزًا وذكريات لا تبهت في قلب محبيها. كانت في ربيع عمرها، لكنها تركت بصمة قوية وأداءً صادقًا تنبض بالجمال والإشراق، مما جعل اسمها يتردد في أذهان الكثيرين حتى بعد رحيلها.

نشأة وموهبة مبكرة

وُلدت ميرنا عبد الفتاح محمد رجب عام 1976 في أسرة بعيدة عن الفن، إلا أن القدر أعد لها مستقبلًا مختلفًا تمامًا. اكتشفها المخرج حسين حلمي المهندس الذي آمن بموهبتها وبدأت تظهر في الإعلانات وهي في سن التاسعة. تغير اسمها الفني ليظل ملازمًا لها طوال مسيرتها. كانت بداية مشوارها الفني مبكرة وشاركت في عدة أعمال منذ مطلع التسعينات، وظهرت لأول مرة سينمائيًا في فيلم “مستر دولار” عام 1993. إلا أن نجاحها الحقيقي بدأ مع الأعمال التلفزيونية التي أبدعت فيها، ومنها “حسن أرابيسك”، “ساكن قصادي”، و”يوميات ونيس”، حيث أظهرت شخصيتها الرقيقة وأدائها العفوي.

موهبة متعددة الأبعاد ودراسات فنية

درست ميرنا في معهد التمثيل ودرّبت على فنون الرقص بالباليه، مما أضاف لأدائها لمسة رشيقة واحترافية. أسهمت دراستها ومهاراتها الفنية في إظهار تألقها في أعمال متنوعة، مثل “أهالينا”، “بنات أفكاري”، و”أحلام عادية”، إلى جانب مشاركاتها في فوازير “عمو فؤاد” و”الإمام الغزالي” مع محمد رياض، حيث ظهرت أمام كبار النجوم وأثبتت نفسها كنجمة جيلها.

مرضها والتحديات التي واجهتها

واجهت ميرنا في سن مبكرة نزيفًا داخليًا بعد إصابتها بالتهاب القولون التقرحي، ومع تدهور حالتها الصحية، عانت من مرض في الدم أدى إلى ضعف جسدي شديد، حتى وصل وزنها إلى 35 كيلوجرامًا. سافرت للعلاج في ألمانيا، ولكن الأطباء رفضوا إجراء عملية جراحية خوفًا من نسبة نجاح ضعيفة، ودامت معاناتها عامين بين الألم والأمل، قبل أن تتفاقم حالتها بشكل حاد في عام 2015، عندما تسبب مرض السرطان بانخفاض الصفائح الدموية ونزيف حاد، أديا إلى دخولها المستشفى في أيامها الأخيرة بعد تصوير مسلسلها الأخير “أريد رجلاً”.

جانبها الروحي ومساعدتها لنفسها في أصعب الأوقات

ذكر الفنان أمير شاهين في إحدى البرامج أن ميرنا كانت محافظة على عبادتها، وكانت مواظبة على الصلاة وقراءة القرآن حتى في أوقات مرضها الشديد، رغم عجزها عن الحركة، والتزمت بأداء فروضها حتى آخر لحظة من حياتها.

حياتها الشخصية واهتماماتها

لم تتزوج ميرنا المهندس أبدًا، وكان لديها خوف من تكرار معاناة والديها، التي أثرت فيها نفسيًا وجعلتها حذرة حيال الدخول في علاقات عاطفية، رغم بعض القصص العاطفية التي لم تكتمل. كانت تحرص على حياة هادئة ومستقلة، وتركز على عملها الفني الذي أحبته.

أبرز أعمالها وإرثها الفني

رغم أن مشوارها الفني لم يتجاوز سنوات قليلة، إلا أن لها رصيدًا غنيًا من الأعمال المميزة في الدراما والسينما، ومنها أفلام “أيظن” و”العيال هربت” و”الأكاديمية”، ومسلسلات مثل “نجمة الجماهير” و”قمر سبتمبر”. كان آخر أعمالها مسلسل “أريد رجلاً”، ويُذكر أنه يمثل رسالة وداع من الفنانة لجمهورها، حيث ظهر في نهاية مسيرتها الفنية.

رحيلها وذكراها التي لا تموت

في مثل هذا اليوم قبل عشر سنوات، رحلت ميرنا المهندس عن عمر ناهز 39 عامًا، لكنها تركت أثرًا شاملاً في نفوس محبيها، ليس فقط بأعمالها الفنية، وإنما بشجاعتها في مواجهة المرض وصبرها وإصرارها على الاستمرار، ما حولها إلى أيقونة فنية لا تُنسى. لا تزال ملامحها الرقيقة وابتسامتها وذكرياتها حاضرة في ذاكرة جمهورها، وتظل صوتها وصورها تردد في قلوبهم، شاهدة على فنانة وفية وذات مسيرة قصيرة مفعمة بالمحبة والجمال.

مقالات ذات صلة