يعد النوم أقل من سبع ساعات يوميًا عادةً غير صحية، خاصةً إذا استمرت بشكل منتظم، إذ يُشكّل ذلك تهديدًا خطيرًا لصحة الدماغ. فالعلم أثبت أن نقص النوم المزمن يؤثر سلبًا على الذاكرة والتركيز، ويقلل من قدرة الدماغ على اتخاذ القرارات بشكل سريع وفعال. كما أن قلة النوم تضعف القدرة على تخزين الذكريات قصيرة المدى وتحويلها إلى ذكريات طويلة الأمد، إذ تعمل العمليات الحيوية أثناء نوم العميق، خاصة في مرحلة حركة العين السريعة، على تعزيز التعلم وتنشيط الذاكرة. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي الحرمان من النوم إلى انخفاض مستوى التركيز والتشتت بسهولة، خاصة أثناء أداء المهام التي تتطلب انتباهًا مستمرًا، نتيجة للتأثير السلبي على أجزاء الدماغ المسؤولة عن السلوكيات المعقدة.
تأثير قلة النوم على المشاعر والصحة النفسية
تؤدي قلة النوم إلى اضطرابات عاطفية، حيث تتضخم ردود الفعل الشعورية في اللوزة الدماغية، مما يجعل الشخص أكثر حساسية للمشاعر السلبية ويزيد من تقلب المزاج والتوتر. كما أن نقص النوم يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق، إذ يؤثر على توازن الناقلات العصبية مثل السيروتونين والدوبامين، التي تلعب دورًا هامًا في التحكم بالمزاج. ومن المهم معرفة أن الأشخاص الذين ينامون أقل من ست ساعات في الليل يصبحون أكثر عرضة للتغيرات العاطفية السلبية، ويواجهون صعوبة في تنظيم عواطفهم بصورة سليمة.
الآثار المعرفية والصحية لعدم كفاية النوم
لا يقتصر الضرر على الوظائف العقلية فقط، بل يمتد ليشمل قدرة الدماغ على اتخاذ القرارات بسرعة ودقة، حيث يصبح رد الفعل أبطأ ونتائج الاختبارات الإدراكية أقل من الطبيعي، حتى بمقارنته بتأثير تعاطي الكحول بنسبة تترواح حول 0.08%. كما أن الحرمان من النوم يضعف استقرار الحالة المزاجية ويؤدي إلى ردود فعل مبالغ فيها نتيجة لخلل في تنظيم العواطف والمشاعر. وكل ذلك يهدد بشكل كبير الصحة العامة، إذ يزداد احتمال تطور اضطرابات عصبية تنكسية، مع تدهور في الأداء اليومي والوظائف الإدراكية.
كيفية تحسين نظام النوم واستعادة الصحة
عند تكرار النوم أقل من سبع ساعات، يجب العمل على إعادة تنظيم نمط النوم بهدف استعادة الصحة. ينصح بمواظبة على روتين منتظم للنوم والاستيقاظ، والتقليل من التعرض للشاشات قبل النوم بساعتة، خاصة الضوء الأزرق الذي يعيق إفراز هرمون الميلاتونين. كما يُفضّل تجنب تناول القهوة أو الأطعمة الثقيلة بعد الساعة السابعة مساءً، وجعل بيئة النوم أكثر هدوءًا، مظلمة وباردة. يمكن اللجوء أيضًا لممارسة أنشطة مريحة، مثل القراءة أو تمارين التمدد، لمساعدة الجسم على الاسترخاء والاستعداد لنوم هادئ ومريح.