أهمية النوم وتأثير قلة الساعات على الدماغ
يثبت العلم أن النوم أقل من سبع ساعات يوميًا بشكل منتظم لا يعني بالضرورة الشعور بالخمول أو التعب، لكنه يشكل تهديدًا كبيرًا لصحة دماغك. فقد أثبتت الدراسات أن نقص النوم المزمن يمكن أن يؤثر سلبًا على الذاكرة ويضعف التركيز ويبطئ عملية اتخاذ القرارات، ويزيد من احتمالية الإصابة باضطرابات عصبية تنكسية. الدراسات أظهرت أن واحدًا من كل ثلاثة بالغين لا يحصل على القدر الكافي من النوم، مما يعكس خطورة المشكلة على الصحة العامة.
دور النوم في صحة الدماغ
تُعد الساعات السبع على الأقل من النوم ضرورية للحفاظ على وظائف الدماغ بشكل سليم. أثناء النوم، تتحول الذكريات قصيرة المدى إلى ذكريات طويلة المدى، ويقوم الدماغ بتعزيز الروابط العصبية، خاصة خلال مرحلة نوم حركة العين السريعة (REM)، التي تساعد على التعلم وتقوية الذاكرة. كما يتخلص الدماغ من السموم ويجدد نفسه استعدادًا ليوم جديد. انخفاض النوم عن هذا الحد مع مرور الوقت يتسبب في انهيار هذه العمليات الحيوية.
آثار قلة النوم على الوظائف المعرفية والعاطفية
تصبح القدرة على التركيز والانتباه ضعيفة، خاصة عند أداء مهام تحتاج إلى تركيز عال، حيث تؤثر قلة النوم على القشرة الجبهية المسؤولة عن اتخاذ القرارات والتفكير المعقد. إضافة إلى ذلك، يسبب نقص النوم اضطرابات عاطفية، حيث تزداد ردود الفعل العاطفية مبالغًا فيها وتتقلب المزاجات، نتيجة لزيادة حساسية اللوزة الدماغية التي تتحكم في العواطف، مما يجعل الشخص أكثر توترًا وعرضة للإحساس بالحزن أو الغضب بسرعة.
الخطر المتزايد للأمراض النفسية
يؤدي استمرار الحرمان من النوم إلى زيادة احتمالات الإصابة باضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والقلق، حيث يختل توازن النواقل العصبية الأساسية التي تتحكم في المزاج، كالسيترولين والدوبامين. والأبحاث أظهرت أن نقص النوم يضاعف خطر الإصابة بمثل هذه الاضطرابات، مما يفرض أهمية تنظيم النوم للوقاية من تدهور الحالة النفسية.
تأثير قلة النوم على ردود الفعل واتخاذ القرارات
يؤدي نقص النوم إلى تباطؤ العمليات المعرفية، ويظهر ذلك في ضعف الأداء في الاختبارات الإدراكية، حيث يُعادل ذلك بشكل كبير التسمم الكحولي من حيث تأثيره على الحالة النفسية، مما يجعل الشخص أقل قدرة على اتخاذ القرارات بشكل سليم وسريع.
كيف تعيد تنظيم نمط نومك؟
عند ملاحظة أن نومك أقل من 7 ساعات يوميًا بشكل متكرر، عليك وضع خطة لإعادة ضبط عادات النوم. من المهم وضع روتين منتظم للنوم والاستيقاظ، والحفاظ على بيئة هادئة ومظلمة وباردة أثناء النوم. ويجب الامتناع عن تناول الكافيين والوجبات الثقيلة بعد الساعة السابعة مساءً، مع تقليل التعرض للشاشات قبل النوم بساعة واحدة، وتخصيص وقت لممارسة أنشطة استرخائية مثل القراءة أو التمدد لتهيئة الجسم للنوم بشكل صحي وفعال.
