تسعى الإمارات إلى تعزيز العمل الخيري والإنساني بأسلوب متفرد ونهج متميز، معتمدين على مبادرات ومشاريع تنموية تستفيد منها الملايين حول العالم. ويقود هذا النهج صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي أوضح أن العمل الإنساني في البلاد يُعد ركيزة أساسية يحكمها سلوك حضاري يتوارثه الأجيال، ويحقق هدف تقديم المساعدات بكفاءة واحترافية تضمن كرامة المستفيدين.
الريادة في المجال الإنساني
تُعد مكانة الإمارات في العمل الإنساني مصدر فخر، ونتاج لعقود من الجهد الجاد والمخلص، حيث وضعت قيادتها على عاتقها مسؤولية كبيرة لتحسين حياة الضعفاء ودعم المجتمعات المحتاجة، عبر تقديم المساعدات في مجالات الصحة والتعليم والتنمية المستدامة. وقد نجحت المؤسسة في أن تكون منارة للعمل الخيري في المنطقة والعالم، إذ تجاوزت مساعداتها 185 دولة، وبلغت قيمة المشاريع والمبادرات أكثر من ملياري درهم، مع تركيز خاص على تلبية الاحتياجات الأساسية للإنسان في مختلف المناطق، بمن فيهم المناطق المنكوبة والكوارث الطبيعية.
رؤية واضحة ومسيرة عريقة
تشير التصريحات إلى أن الإمارات تتمتع بتاريخ عريق في مجال العمل الإنساني، إذ يمتلك مؤسساتها خبرة طويلة واحترافية في إيصال المساعدات وتحقيق التنمية. وتؤمن قيادة الدولة بأن العمل الإنساني هو أسلوب حياة، وهو إرث حضاري تستمر المؤسسات في ترسيخه، لضمان حياة كريمة للمحتاجين، وتوفير فرصة لمستقبل أفضل لمجتمعاتهم، مع الالتزام بمبادئ العدل والإنسانية.
مشاريع ومبادرات مستدامة
يستمر العمل على تنفيذ مشاريع تنموية مستدامة في قطاعات عدة، منها الصحة والتعليم وتوفير المياه، مع التركيز على المناطق الفقيرة والنائية. ومن أبرز المبادرات إنشاء مركز لإعادة تأهيل الأطفال من ذوي الهمم في كازاخستان، وتوفير ملاعب وحدائق للأطفال، بالإضافة إلى مشاريع تحلية المياه في مصر والأردن وتنزانيا، التي تتيح للمجتمعات النائية مصادر مياه نظيفة تعتمد على الطاقة الشمسية والكهربائية، بحيث تصل الخدمات المائية لأكثر من 40 ألف شخص في مناطق مختلفة. كما أُطلق العديد من المشاريع في مجالات التعليم والصحة، ومنها بناء مدرستين في طاجيكستان، والمبادرات الصحية الرامية للكشف المبكر عن اعتلال الشبكية السكري في المغرب، وإنشاء مرافق صحية متقدمة في موريتانيا وباكستان، إلى جانب تقديم خدمات طبية متنوعة للمحتاجين.
شراكات دولية وتعاون فاعل
تسعى المؤسسة إلى توسيع وتعزيز عملياتها عبر توقيع مذكرات تفاهم وشراكات مع منظمات دولية، بهدف تحقيق تنمية مستدامة وتقديم خدمات محسنة للمستفيدين. فمن خلال اتصالات مثل توقيع تعاون مع مؤسسة إنسان في تنزانيا، وبنك الطعام المصري، وشركة وادي عربة الأردنية، تتجه إلى مشاريع في مجالات المياه، والزراعة، والتعليم، وتحلية المياه باستخدام الطاقة المتجددة، بما يسهم في تحسين جودة حياة السكان في المناطق التي تعاني من نقص الموارد المائية والخدمات الأساسية.
تؤكد المؤسسة أن مسيرة العمل الإنساني ليست مجرد عمل منظم، بل أصبحت نمط حياة يتبناه المجتمع الإماراتي، ويعكس روح العطاء والكرم، ويستمر في تقديم يد العون للمحتاجين، مع الإلتزام بأعلى معايير الشفافية والكفاءة، لينعكس ذلك في تحسين ظروف حياة الملايين حول العالم، وتحقيق التنمية المستدامة التي تتماشى مع رؤية قيادتنا الرشيدة.