انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرًا طريقة غريبة يدّعي البعض أنها فعالة لعلاج التبول الليلي لدى الأطفال. تقوم هذه الطريقة على وضع شريط لاصق يربط بين إصبعي الخنصر والوسطى من يد الطفل اليمنى أثناء نومه، حسبما يقال، بهدف إرسال تنبيه للمخ ليفيق الطفل عندما يحتاج إلى التبول. يُروّج أن هذه التقنية القديمة المستوحاة من الطب الصيني التقليدي تساعد على تنبيه المخ وتنشيط الشعور بحاجة التبول، لكن الأطباء يؤكدون أن لا أساس علميًا لهذه الادعاءات.
رأي الطب في هذه الطريقة
أكد الدكتور محمد فاروق، استشاري طب الأطفال بكلية الطب جامعة عين شمس، أن هذه التقنية لا تعتبر علاجًا طبيًا فعالًا، فهي لا تؤثر على التحكم في التبول ولا تحفز الدماغ كما يُروج. بل يمكن أن تتسبب في أضرار مثل ضعف تدفق الدم، فقدان الإحساس، الالتهابات الجلدية أو تورم الأصابع، خاصة في حالة شد الشريط بقوة. كما أن استخدامها قد يعرض الطفل لمخاطر أكثر خطورة، من بينها احتباس الدم في الأطراف والالتهابات الموضعية أو اضطرابات الدورة الدموية، التي يمكن أن تؤدي إلى تنميل أو آلام حادة عند إزالة اللاصق.
طرق علمية لمساعدة الطفل على التحكم في التبول الليلي
يفضل خبراء الطب تطبيق طرق سلوكية بسيطة بدلاً من الحلول غير المثبتة. يمكن للأمهات والآباء إيقاظ الطفل بشكل منتظم كل ساعتين خلال الليل ليشجعوا عملية التبول، مع الحرص على عدم توبيخه أو معاقبته، إذ إن الدعم النفسي والصبر يلعبان دورًا أساسيًا في تحسين الحالة. التحكم الصحيح في التبول يتطلب الالتزام بروتين منتظم خلال النهار والتقليل من تناول المشروبات المدرة للبول كالكوفيين والعصائر الحمضية قبل النوم. كما يُنصح باستخدام منبهات خاصة للتبول الليلي تحت إشراف طبي، والتأكد من عدم وجود مشاكل صحية أخرى مثل التهابات المسالك البولية أو اضطرابات عصبية مسؤولة عن ذلك. علماً أن الإشراف الدائم من الطبيب، وتقديم الغذاء الصحي الغني بالفيتامينات والمعادن، يسهم بشكل كبير في دعم تطور الجهاز العصبي لدى الطفل ويقوي قدرته على التحكم في التبول.
نصائح هامة للتعامل مع التبول الليلي
يجب أن يلتزم الآباء بمواعيد منتظمة للتبول خلال النهار وقبل النوم، مع متابعة الليالي الجافة كمحفز نفسي إيجابي للطفل. يفضّل تجهيز جدول لمتابعة تلك الليالي وعدم الاعتماد على الحلول غير المدعومة علميًا. ينصح بالابتعاد عن أساليب العنف والتوبيخ التي قد تزيد من الضغط النفسي على الطفل، مع الاهتمام بالتغذية الغنية بالفيتامينات المهمة لصحة الأعصاب مثل فيتامين B12 والمغنيسيوم. في حال عدم تجاوب الطفل، يُفضل مراجعة الطبيب المختص للاطمئنان على الحالة، وعدم انتظار نتائج حل غير مثبت علميًا أو قد يسبب أضرارًا صحية.
