تتغير قدرات أجسادنا مع مرور السنين، حيث تتناقص قوة العضلات وتصبح المفاصل أقل مرونة، وتبدأ العادات اليومية غير الصحيحة في إحداث تأثيرات سلبية على جسمنا، خاصة على وضعية الجسم. لكن من الجيد أن تحسين وضعية الجسم ممكن دائمًا، بغض النظر عن العمر، من خلال الالتزام ببعض التوجيهات البسيطة والمستمرة.
لماذا تتدهور وضعية الجسم مع العمر؟
توضح العديد من الدراسات أن هناك أسبابًا رئيسية تؤدي إلى تدهور وضعية الجسم مع التقدم في السن، منها ضعف عضلات الظهر والبطن، إذ تعتبر هذه العضلات أساسية في دعم العمود الفقري وتصحيح الوضعية. كما أن قلة الحركة ولفترات طويلة من الجلوس تؤثر على توازن الجسم وتضاعف من المشكلة. يفقد الشخص كتلة العظم تدريجيًا، مما قد يسبب تقوس الظهر أو آلام المفاصل. كما أن الإجهاد المزمن والتوتر يعيقان توزيع الوزن بشكل صحيح، مما يرهق الجسم ويؤدي إلى تغييرات في الوضعية الطبيعية.
علامات تدل على أن وضعيتك تحتاج إلى تصحيح
تشمل الأعراض التي تشير إلى مشكلة في الوضعية وجود ألم متكرر في الرقبة أو أسفل الظهر، والإحساس بالتعب عند الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة، معاناة من انحناء الأكتاف للأمام، وصعوبة في التنفس بشكل طبيعي. إذا لاحظت أي من هذه العلامات، فربما حان الوقت للعمل على تحسين وضعيتك.
6 استراتيجيات فعالة لتحسين وضعيتك
ابدأ بتمارين تقوية عضلات الجذع، حيث تلعب عضلات البطن والظهر دورًا مهمًا في التوازن. مارس تمارين مثل رفع الحوض (الجسر) أو التمدد الجانبي أو التمرن على البلانك لمدة دقيقتين يوميًا، فهي تساهم بشكل كبير في دعم العمود الفقري. غيّر طريقة جلوسك، بحيث تضمن أن تكون قدماك مستويتين على الأرض وظهرك مدعومًا بشكل جيد، مع مراعاة ضبط مستوى المكتب ليكون على مستوى عينيك. تجنب النظر إلى الهاتف في وضعية الأسفل لفترات ممتدة. كما ينبغي عليك أن تتحرك كل نصف ساعة، بالقيام بمد الذراعين أو تغيير وضعية الجسم قليلاً، لمنع تصلب العضلات وتحفيز تدفق الدم. لا تقتصر على ذلك وتمارس اليوجا لبضع دقائق يوميًا، فالوضعيات البسيطة مثل وضعية الجبل أو الشجرة تعمل على تقوية العضلات العميقة وتحسين مرونة العمود الفقري. بالإضافة إلى ذلك، احرص على دعم عظامك داخليًا من خلال تناول الكالسيوم وفيتامين د بشكل منتظم، عبر الغذاء أو المكملات، لأن العظام القوية أساس لأي وضعية مستقيمة. وأخيرًا، تعلم طريقة الرفع الصحيحة عند حمل الأوزان، حيث يجب ثني الركبتين واستخدام قوة الساقين لحمل الأشياء، بدلًا من الاعتماد على الظهر، لحماية العمود الفقري من الإصابات.
متى تحتاج إلى مساعدة طبية؟
إذا استمرت الآلام المزمنة في الظهر أو الرقبة بالرغم من التمارين، أو لاحظت وجود تقوس واضح في الظهر، فمن الأفضل استشارة طبيب علاج طبيعي أو أخصائي تقويم لتقييم الحالة بشكل أفضل والحصول على العلاج الأنسب.
الاستمرارية وتطوير العادة الجيدة
لا يحتاج تحسين وضعية الجسم إلى تغييرات جذرية، وإنما يعتمد على التزامك اليومي بسلوكيات بسيطة مثل الجلوس بشكل صحيح، تمارين خفيفة، ورفع الرأس بدلًا من التحديق للأسفل. مع تكرار هذه العادات، يتدرب جسمك على التوازن، وتصبح وضعيتك أكثر استقامة، مما يدعم تنفسك بشكل جيد، ويحمي عمودك الفقري، ويزيد من ثقتك بنفسك. فلتكن بداية عادتك الجديدة باتباع هذه الخطوات الصغيرة من أجل حياة أكثر توازنًا وقوة.