تتغير قدرات أجسامنا مع مرور السنوات، حيث تفقد العضلات قوتها وتصبح المفاصل أقل مرونة، وتبدأ العادات اليومية الخاطئة في ترك آثارها، ومن أبرز ما يتأثر بهذه التغيرات هو وضعية الجسم. ولكن والخبر الجيد هو أن تحسين وضعية الجسم ممكن دائمًا، بغض النظر عن العمر.
سبب تدهور وضعية الجسم مع التقدم في العمر
يتسبب ضعف العضلات، خاصة في منطقة الظهر والبطن، في ضعف الثبات والاستقامة. كما يؤدي قلة الحركة إلى ضعف توازن الجسم، ويؤدي فقدان الكتلة العظمية إلى تقوس الظهر أو ظهور آلام المفاصل. بالإضافة إلى التوتر والإجهاد المزمنين، اللذين يؤثران على توزيع الوزن وحمل الجسم بشكل صحيح.
علامات تدل على سوء وضعية الجسم
إذا شعرت بألم متكرر في الرقبة أو أسفل الظهر، أو تعب سريع عند الوقوف أو الجلوس، أو لاحظت انحناء الأكتاف للأمام، أو صعوبة في التنفس بشكل طبيعي، فهي إشارات واضحة على أن وضعيتك بحاجة إلى تصحيح. فعليك أن تبدأ في معالجة الأمر قبل تفاقمه.
طرق فعالة لتحسين وضعية الجسم
تمارين الجذع تشكل أساسًا قويًا، إذ يجب التركيز على تقوية عضلات البطن والظهر من خلال تمارين مثل الجسر أو البلانك، مع ممارسة دقيقتين يوميًا، إذ تُحدث فرقًا كبيرًا في التوازن والاستقامة. كما يجب تغيير طريقة جلوسنا بحيث نحرص على وضع القدمين مستويتين على الأرض، وظهر مستقيم، وكتفين مرتخيين، مع ضبط المكتب ليكون مستوى العين، وتجنب النظر للأسفل أثناء استخدام الهاتف لفترات طويلة.
ضرورة ممارسة الحركة كل نصف ساعة، بالوقوف وتمديد الذراعين والتجول قليلًا، ليستعيد الجسم توازنه ويمنع تيبس العضلات. وتُعد اليوجا من الطرق المفيدة لتقوية العضلات العميقة وتحسين مرونة العمود الفقري من خلال وضعيات بسيطة مثل وضعية الجبل أو الشجرة أو الكلب المواجه للأسفل، فقط 10 دقائق يوميًا تكفي لتلاحظ الفرق.
دعم العظام من الداخل ضروري أيضًا، من خلال تناول الكالسيوم وفيتامين د بانتظام، سواء من خلال الغذاء أو المكملات، لأن العظام القوية توفر أساسًا ثابتًا لوضعية الجسم السليمة. وينبغي تعلم طريقة الرفع الصحيحة عند حمل الأشياء الثقيلة، بحيث يتم ثني الركبتين واستخدام قوة الساقين، بدلاً من الاعتماد على الظهر لتجنب الإصابات.
متى تستدعي الحاجة إلى استشارة طبية؟
عند ملاحظة ألم مزمن في الظهر أو الرقبة، أو وجود تقوس واضح في الظهر، فمن الضروري استشارة طبيب علاج طبيعي أو مختص تقويم لتقديم العلاج المناسب والتحكم في الحالة قبل أن تتفاقم.
الهدف هو استقامة الجسم المستمرة
تحسين وضعية الجسم لا يتطلب جهودًا معقدة، بل يتطلب ممارسات صغيرة يوميًا مثل الجلوس بشكل صحيح، ممارسة التمارين الخفيفة، ورفع الرأس بدل النظر للأسفل. كل هذه العادات تساعد على تدريب الجسم ليعتاد على التوازن، وتحسين التنفس، وتقوية الثقة بالنفس. فإن الاستمرارية في إتباع هذه الخطوات تساهم في المحافظة على جسم صحيح وقوي، وتقديم مظهر أفضل، مع حماية العمود الفقري وتحسين الأداء اليومي.
