رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

أعراض تدل على نقص الكولاجين في الجسم وكيفية زيادة مستوياته

شارك

تبدأ عملية فقدان الكولاجين مع التقدم في العمر، حيث يتناقص مخزون هذا البروتين الحيوي تدريجيًا، مما يؤدي إلى ترهل البشرة وظهور التجاعيد. يتآكل الكولاجين الطبيعي، الذي يشكل جزءًا كبيرًا من الترابط في الأنسجة الجلدية، بمعدل يقارب 1% سنويًا ابتداءً من منتصف العشرينات، مما يترك البشرة أقل قوة ومرونة. يمكن أن يتفاقم سوء الحالة بسبب التعرض للأشعة فوق البنفسجية الذي يسبب جفاف وتقليل مرونة البشرة، بالإضافة إلى عوامل بيئية أخرى مثل التلوث والتدخين، التي تؤثر سلبًا على إنتاج الكولاجين وتسرع من عملية تدهورها.

فهم دور الكولاجين في صحة البشرة

يتواجد الكولاجين بشكل أساسي في الطبقة الثانية من الجلد، المعروفة بالأدمة، وهو يمنح البشرة القوة، والنعومة، ويساعد على التئام الجروح، ويحافظ على الرطوبة. وعند التقدم في العمر، يقل إنتاج الكولاجين بشكل طبيعي، مما يفقد البشرة مرونتها ويظهر عليها التجاعيد. تصف البشرة الشابة بالصلبة والمشدودة عند الضغط عليها برفق، على عكس البشرة الأكبر سنًا التي تكون أكثر ارتخاءً ومرونة أقل. لذلك، يُعتبر الكولاجين هدفًا أساسيًا في منتجات العناية بالبشرة، خاصة تلك التي تستخدم لمكافحة علامات الشيخوخة.

تؤدي عوامل البيئة السيئة مثل التلوث والتدخين إلى تدهور سريع لمخزون الكولاجين، حيث يزيد التلوث من الإجهاد التأكسدي الذي يضر ألياف الكولاجين، بينما يعيق التدخين تكوينه ويقلل من أكسجين البشرة. لذا، يُعد حماية البشرة من هذه العوامل أمرًا ضروريًا للحفاظ على مستوى الكولاجين.

بالإضافة إلى الحماية من الشمس، التي تحمي من سرطان الجلد وتقلل من فرط التصبغ، يُعد الحفاظ على نسبة الكولاجين ضروريًا لدعم صحة البشرة بشكل عام، خاصةً عند الوقاية من تدهور مستويات البروتين الحيوي قبل أن تتفاقم الحالة مع التقدم في العمر.

طرق لزيادة مستوى الكولاجين

يمكن أن نعمل على تعزيز مخزون الكولاجين باستخدام منتجات موضعية تحتوي على الريتينويد، وهو مادة تعمل كهرمون وتحفز إنتاج الكولاجين وحمض الهيالورونيك، والذي يعزز مرونة البشرة ويقلل من علامات التقدم في السن. وإذا كانت الريتينويدات غير مناسبة، يمكن الاعتماد على فيتامين ج، المعروف بدعمه لإنتاج الكولاجين بشكل طبيعي، مما يساهم في تحسين نضارة البشرة ومظهرها العام.

أعراض نقص الكولاجين

يبرز نقص الكولاجين من خلال عدة علامات مثل آلام المفاصل، هشاشة الشعر والأظافر، تساقط الشعر أو ضعف كثافته، فقدان مرونة الجلد وحدوث التجاعيد، إضافة إلى تراجع الكتلة العضلية. تؤدي هذه الأعراض إلى ظهور علامات الشيخوخة المبكرة وتدهور صحة البشرة والجسم بشكل عام.

متى يُنصح بزيادة إنتاج الكولاجين؟

يبدأ الجسم في تقليل إنتاج الكولاجين منذ منتصف العشرينات، لذلك من الأفضل التركيز على تعزيز مستوياته بشكل مبكر، خاصةً في الثلاثينيات والأربعينيات. كلما بدأنا مبكرًا، كانت الاستفادة أكبر، وقد تستدعي الحاجة إلى استخدام علاج أو منتجات محفزة للكولاجين لفترة أطول حتى تظهر النتائج المرجوة.

العلاجات الاحترافية لتحفيز الكولاجين

تتنوع تقنيات تحفيز الكولاجين بين استخدام الوخز بالإبر الدقيقة، والترددات الراديوية، والشد باستخدام الموجات فوق الصوتية، بالإضافة إلى العلاج بالليزر الذي يُحدث ثقوبًا صغيرة في الجلد تلتئم بسرعة وتحث على إنتاج كولاجين جديد. وكذلك، تُستخدم حُقن الفيلر التي تحفز إنتاج الكولاجين بشكل مباشر، حيث يُمكن أن تكون بمواد مثل حمض الهيالورونيك، أو حشوات تحتوي على هيدروكسيلاباتيت الكالسيوم، التي توفر تحفيزًا طويل الأمد.

وفي حالات أخرى، يُعد العلاج بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية أو PRP من الخيارات الفعالة، إذ يُحقن المريض نفسه بمشتقات دموية لتعزيز إصلاح الأنسجة وتحفيز إنتاج الكولاجين، ويمكن دمجه مع الوخز بالإبر لتحسين النتائج.

تغييرات في نمط الحياة لدعم مستويات الكولاجين

يساهم التغذية السليمة بشكل كبير في الحفاظ على مستويات الكولاجين، حيث يحتاج الجسم إلى فيتامين ج، والزنك، والمنجنيز، والنحاس لإنتاج البروتين. تناول أطعمة غنية بهذه العناصر، مثل شوربة العظام، السلمون، وبياض البيض يعزز صحة البشرة. كما أن النوم الكافي يقلل من التوتر ويعمل على تجديد الخلايا، مما يساعد على الحفاظ على شباب البشرة. ويُفضل عدم الاعتماد كثيرًا على المكملات الغذائية، إذ أن فعاليتها في تعزيز الكولاجين لا تزال بحاجة إلى أدلة علمية قوية، إلا أن بعض الأشخاص يرون أن تناولها يُحسّن من رطوبة البشرة ويُعزز مظهرها العام.

مقالات ذات صلة