أبرزت دراسة حديثة كيف يمكن لتوصيف خصائص خلايا سرطان الدم الليمفاوي الحاد أن يعزز فهم أسباب مقاومته للعلاج، خاصة لدى الأطفال والمراهقين. حيث تم تحديد خلايا مفردة تُشبه الخلايا الجذعية، وتُعد مسؤولة بشكل كبير عن انتكاسات المرض، إلى جانب تحليل الخصائص الجزيئية لهذه الخلايا. أظهرت النتائج أن وجود خلايا ذات خصائص جينية خاصة يمكن أن يكون مؤشرًا على احتمالية الانتكاس، وأهمية استخدامها كمؤشر حيوي لتعديل العلاج حسب الحاجة مستقبلاً.
تأثير الخلايا الشبيهة بالخلايا الجذعية على مقاومة العلاج
أوضحت الدراسة أن العديد من مرضى سرطان الدم التي واجهت مقاومة للعلاج الكيميائي يحملون خلايا ذات خصائص مميزة تشبه الخلايا الجذعية، وتزداد نسبتُها خلال فترات الانتكاس. حيث لم تتطور هذه الخلايا بشكل تلقائي، وإنما كانت موجودة مبكرًا وتتمتع بقدرة خاصة على مقاومة الأدوية، سواء في المختبر أو في تجارب على الفئران. كما أن الباحثين وجدوا أن وجود خلايا شبيهة بالخلايا الجذعية يتكرر أكثر لدى المرضى الذين لم يُشفى العلاج معهم منذ البداية.
نتائج الدراسة وتطلعاتها المستقبلية
كشفت تحليلات الخلايا المفردة أن الخلايا السرطانية ذات خصائص الجذعية تتفاوت في جزيئاتها، وهو ما قد يغير من قرار العلاج في المستقبل. إذ يُعد وجود أنماط جينية مميزة بين هذه الخلايا علامة محتملة على احتمالات الانتكاس، ويمكن تطوير مقاييس حيوية سريرية تعتمد على درجة تشابه الخلايا بالخلايا الجذعية، تساعد على تقدير خطر عودة المرض وتخصيص العلاج بشكل أكثر فاعلية. كما يمكن من خلال التحليل الفردي للجزيئات، مراقبة تأثير أنظمة العلاج المختلفة على تطور تلك الخلايا، وتوجيه علاج أكثر دقة.
يأمل الباحثون أن يُصبح استهداف الخلايا الشبيهة بالخلايا الجذعية هدفًا علاجيًا واعدًا لمنع الانتكاسات، وتحدي مقاومة العلاج لدى الأطفال والمراهقين المصابين بأنواع معينة من سرطان الدم، وخاصة السرطان الليمفاوي الحاد التائي. وتُعد الدراسة خطوة مهمة نحو تحسين فرص الشفاء والتقليل من حالات التراجع، عبر فهم عميق للبنية الجزيئية لهذه الخلايا والخصائص التي تجعلها مقاومة للعلاجات التقليدية.