تفرض الدراسات الحديثة وجود مخاطر قليلة لانتشار إنفلونزا الطيور عبر الهواء، مع أن بعض الأبحاث تشير إلى إمكانية انتقال الفيروس في بيئة المزارع من خلال استنشاق هواء ملوث أو مياه صرف صحي تحتوي على الفيروسات. ففيروس إنفلونزا الطيور، المعروف باسم (HPAI)، يترافق مع موجات من الخوف عالميًا بسبب قدرته على التسبب في مرض شديد ووفاة الطيور والثدييات، وخاصة سلالة H5N1 المسؤولة عن العديد من التفشيات الحالية.
انتشار الفيروس في المزارع والأحواض المائية
أشارت دراسات جديدة إلى أن الفيروس يمكن أن يتواجد في هواء مزارع الألبان، حيث رُصد في الهواء الذي يتنفسه العمال أو يُستخدم لتنظيف المعدات والأماكن المخصصة لتربية الطيور. ووجد الباحثون أن الفيروس موجود في المياه المستخدمة في تنظيف مزارع الألبان، مما يعزز احتمالية انتقال العدوى من خلال الماء الملوث. اللافت أن بعض الحيوانات المصابة لم تظهر عليها أعراض واضحة، مما يدل على أن الفيروس يمكن أن ينتشر بين الحيوانات سليمة من دون أن تظهر عليها علامات مرضية واضحة.
الخطورة على الإنسان والإجراءات الوقائية
تؤكد مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية CDC أن خطر التعرض على البشر يبقى منخفضًا، إلا أن الأشخاص العاملين في مجالات تربية الطيور أو التعامل مع الأبقار، أو من يتعرضون بانتظام لمنتجات ملوثة كاللبن الخام، يكونون أكثر عرضة للإصابة. لذا يُنصح هؤلاء الأشخاص بتجنب لمس الحيوانات النافقة أو المريضة، والحرص على طهي الأطعمة بشكل جيد، حيث أن طهي الدواجن والبيض إلى درجات حرارة عالية تصل إلى 165 درجة فهرنهايت يقتل الفيروسات والبكتيريا.
الوضع الصحي العالمي وتداعياته
سبق لمنظمة الصحة العالمية أن وصفت تفشي مرض إنفلونزا الطيور بأنه مصدر قلق كبير على الصحة العامة، رغم أنها لا تُصنف حاليًا كحالة طوارئ صحية عالمية، خاصة مع عدم وجود أدلة على انتقال الفيروس من إنسان إلى آخر بشكل مباشر. ومن جهة أخرى، أظهرت التقارير أن نسبة ضئيلة جدًا من الأشخاص تتعرض للخطر، خاصة من يعملون في المزارع أو يتعاملون بشكل مباشر مع الطيور والأبقار، ولذلك يبقى الالتزام بالإجراءات الوقائية أساسًا لتفادي الإصابة.