رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

يصيب الرياضيين ويؤثر على الانفعالات.. ما هو الاعتلال الدماغي المزمن

شارك

تعريف الاعتلال الدماغي الرضحي المزمن وأسبابه

يحدث الاعتلال الدماغي الرضحي المزمن نتيجة تكرار الإصابات على الرأس، وهو اضطراب يصيب الدماغ ويؤثر على وظائفه، وغالبًا يكون مرتبطًا بالرياضيين، لكنه قد يصيب أي شخص يتعرض لضربات متكررة على الرأس. بدأت تفاصيل هذا المرض تظهر منذ عشرينيات القرن الماضي بين الملاكمين، حيث كان يُسمى سابقًا “متلازمة فرط اللكم”، وتبين لاحقًا وجود نوع خاص من تلف الدماغ يُسبب الخرف. الإصابة ليست مرتبطة فقط بضربات الشديدة، بل تشمل الإصابات الخفيفة أيضًا، حتى لو لم تتسبب في ارتجاج أو فقدان وعي. تعتبر جلسات اللعب المتكررة، خاصة في الرياضات التي تتطلب احتكاكًا جسديًا، من أهم أسباب تطور الحالة، حيث تتسبب في تلف خلايا الدماغ والأوعية الدموية من خلال نزيفات صغيرة وتشابكات بروتينية تؤدي إلى موت الخلايا. تشير الدراسات إلى أن حوالي 17% من الأشخاص الذين يعانون من إصابات دماغية متكررة قد يصابون بالاعتلال الدماغي الرضحي المزمن، لكن السبب وراء إصابة بعض الأشخاص دون آخرين لا يزال غير واضح، ويبحث العلماء عن تأثير العوامل الوراثية والبيئية ونمط الحياة.

أعراض الاعتلال الدماغي الرضحي المزمن وتأثيراته

تبدأ أعراض الحالة في الظهور تدريجيًا مع مرور الوقت، وتشابه كثيرًا أعراض الخرف، إذ تظهر مشكلات في الذاكرة، وضعف الانتباه والتركيز، واضطرابات في المزاج مثل القلق، والعدوانية، والاكتئاب، وسلوكيات متهورة وغير منطقية. يلاحظ، مع تدهور الحالة، ضعف في الحكم وعدم توازن في التنسيق العضلي، مما يؤثر على القدرة على أداء المهام اليومية. وتأثير الحالة يتفاقم مع استمرار التعرض لضربات الرأس، حتى لو كانت بسيطة، وتزداد الأعراض سوءًا مع تقدم المرض، مما يسبب تعطيل حياة الأشخاص المصابين ويؤدي في حالات متقدمة إلى تلف دماغي شامل.

العواقب طويلة المدى وخطورة المرض

تتغير سلوكيات وأفكار المشخاص المصابين، حيث تلاحظ العائلات تغيرات في التصرفات والمشاعر، وتصبح المشاكل واضحة وتعرقل أنشطة الحياة الاجتماعية والعملية، كما يعاني البعض من ضعف في السيطرة على الانفعالات، وقد يصل الأمر إلى التفكير في الانتحار. مع مرور الوقت، قد يتطور الأمر ليصل إلى مراحل متقدمة من الخرف، أو الإصابة بأمراض أخرى مثل مرض باركنسون، أو اضطرابات حركية مشابهة لمرض التصلب الجانبي الضموري. عادةً، لا يمكن تشخيص الحالة قبل الوفاة إلا بعد فحص الدماغ بعد التشريح، لكن حاليا يستخدم الأطباء تقنيات التصوير مثل الرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي المتقدم لتحليل أنماط البروتينات في الدماغ، وتقييم الحالة خلال حياة المريض بناءً على التاريخ الطبي والأعراض والفحوصات السريرية، مع استبعاد الحالات المشابهة.

طرق الوقاية والتقليل من خطر الإصابة

يسعى الباحثون لتطوير وسائل للوقاية من المرض، خاصة في الرياضات التي تتطلب احتكاكًا جسديًا، من خلال تحسين فهم ضربات الرأس وتخفيف قوة الضربات أثناء التدريب والمباريات، ومحاولة تقليل آثارها على الدماغ. كما تم تشديد العقوبات على ضربات الرأس غير الآمنة في الرياضات، وتطوير خوذات ذات أداء عالي لمساعدة الرياضيين على حماية أنفسهم بشكل أفضل، مع ملاحظة أن استخدام خوذات عالية الجودة قد يقلل من حالات الارتجاج بنسبة تصل إلى 25%. تعتبر التوعية حول خطورة الإصابات المتكررة على الرأس خطوة مهمة لمنع تطور الحالة، خاصة بين الشباب والرياضيين.

مقالات ذات صلة