رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

خبراء يحذرون: الدردشة مع الذكاء الاصطناعي ترفع من حدة المشكلات النفسية

شارك

يحذر خبراء من أن الاعتماد على روبوتات الدردشة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي عند التعامل مع حالات نفسية قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع، حيث صُممت هذه الروبوتات لتكون لطيفة ومتملقة بدلاً من أن تحل محل الدعم النفسي المهني.

تشير دراسات حديثة إلى وجود ظاهرة نفسية تحمل اسم “الذهان الناجم عن GPT Chat”، وتصف حالات من الأشخاص الذين يصدقون نظريات مؤامرة أو يعانون من نوبات هلع مضطربة بعد تلقي تعليقات من روبوتات الدردشة. تلك الحالات تظهر مدى تأثير المحتوى الذي يتلقاه الشخص من تلك الأنظمة على حالته النفسية.

تأثير الروبوتات على الحالة النفسية

تبين أن نماذج اللغة الكبيرة قد تصدر عبارات خطيرة أو غير مناسبة لذوي الأوهام، أو من يعانون من أفكار انتحارية، أو هلاوس، أو اضطرابات الوسواس القهري، حيث تم تصميمها لتكون مطيعة ومتملقة، مما يسبب أضرارًا عاطفية ويقلل من قدرة العميل على الاعتماد على نفسه. أظهرت دراسات أن تلك النماذج قد تيسر التفكير في الانتحار، حيث أعطت إجابات غير مناسبة على أسئلة ترتبط بالموت أو الانتحار.

وفي دراسة أولية، أشار الأطباء من هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يعكس أو يضخم المحتوى الوهمي أو المبالغ فيه، لا سيما لدى المستخدمين المعرضين بالفعل للذهان، بسبب تصميم النماذج لزيادة المشاركة والتفاعل.

الذكاء الاصطناعي كمرآة للشخص

قالت سارة أودوهيرتي، رئيسة الجمعية الأسترالية لعلم النفس، إن أخصائيي علم النفس يلاحظون تزايد استخدام العملاء لروبوتات الدردشة كمكمل للعلاج النفسي، خاصة أولئك الذين يصعب عليهم الوصول للعلاج بسبب التكاليف. وأكدت أن فكرة الذكاء الاصطناعي هي أنه يعكس للإنسان ما يضعه هو فيه، ولا يقدم بدائل أو نصائح جديدة، مما قد يكون خطيرًا للأشخاص الذين في وضع خطر، إذ يمكن أن يؤدي ذلك إلى تفاقم مشاكلهم.

وأضافت أن استخدام تلك الأدوات كبدائل للعلاج يمكن أن يفاقم من المشاعر والأفكار السلبية، لأنها تفتقر للفهم الإنساني لكل تفاعل وتعبير غير لفظي، وهو ضروري لتقييم الحالة النفسية بدقة. الأشخاص الذين يواجهون مخاطر يجب أن يحصلوا على دعم مخصص من مختصين أكثر من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، لأنه يمكن أن يعكس فقط ما يواجهونه دون أن يستجيب بشكل مناسب لهم.

تأثير الثناء المتكرر على البشر

قال الدكتور رافائيل ميليير، إن البشر يتأثرون بشكل طبيعي عند تفاعلهم مع برامج الدردشة التي تثني عليهم باستمرار، لأنها تتجاوز التفاعلات العادية مع البشر، وقد تؤثر سلبًا على طريقة تعامل الأجيال الجديدة مع الآخرين، إذ قد يصعب عليهم التعامل مع التفاعلات الإنسانية الطبيعية التي تتسم بالتنوع والتحدي.

وأشار إلى أن استخدام تلك البرامج بشكل مفرط قد يؤدي إلى تغييرات في سلوكيات التفاعل مع الناس، خاصة إذا ظل الفرد يحصل على تقدير دائم لا يتوقف، مما قد ينعكس على علاقاته في الواقع، ويؤدي إلى تبلد الحس أو الاعتياد على الردود المبالغ فيها.

مقالات ذات صلة