يعكف الباحثون على توضيح أهمية المغنيسيوم في الوقاية من سرطان القولون، حيث يُعد هذا المعدن ضروريًا لعمل أكثر من 300 نظام إنزيمي في الجسم. يلعب دورًا في تنظيم وظيفة العضلات والأعصاب، ويعزز صحة العظام، ويساعد على إنتاج الطاقة، ويحافظ على استقرار ضغط الدم، بالإضافة إلى دعمه للجهاز المناعي. ومع ذلك، فإن دور المغنيسيوم يتجاوز ذلك، إذ يؤثر على نمو الخلايا وإصلاحها، مما يجعله مهمًا لمنع تكون الخلايا غير الطبيعية التي قد تتطور إلى سرطان. أظهرت الدراسات الحديثة أن زيادة تناوله من خلال الغذاء قد يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. ففي تحليل تلوي عام 2012، أشار الباحثون إلى أن كل 100 ملغ من المغنيسيوم يُضاف إلى الغذاء ينخفض معه خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة 12%. وتبيّن أن النساء اللواتي يكثرن من تناول المغنيسيوم تقل لديهن احتمالية الإصابة مقارنة مع غيرهن، كما أظهر بحث آخر أن إضافة المغنيسيوم إلى النظام الغذائي يمكن أن يقلل من نمو الخلايا السرطانية أو يساعد على موتها، وهو ما يُعد مفيدًا في إدارة السرطان.
كيف يساعد المغنيسيوم في مقاومة الخلايا السرطانية؟
يفترض أن للمغنيسيوم دورًا في حماية الحمض النووي من التلف وتقليل الالتهابات التي تساهم في تطور السرطان. يلعب دورًا في تنظيم إصلاح الحمض النووي ودعم انقسام الخلايا بشكل صحيح، مما يقلل من فرصة تلف الحمض النووي الذي قد يؤدي إلى سرطانات مثل القولون. بالإضافة إلى ذلك، يُساعد على تقليل الالتهابات المزمنة التي تُعد من عوامل الخطر الرئيسية لسرطان القولون، ويعمل على تثبيط تكاثر الخلايا السرطانية، ويعزز موت الخلايا غير الطبيعية، مما يجعل الجسم أكثر قدرة على الحفاظ على صحة خلاياه وتقليل احتمالية تطور الأورام.
طرق طبيعية لزيادة استهلاك المغنيسيوم في النظام الغذائي
لا يحتاج الشخص إلى الاعتماد على المكملات الغذائية بشكل كبير إذا تناول غذاءً متوازنًا يزوده بالمغنيسيوم، حيث توجد العديد من الأطعمة اليومية التي تحتوي على كميات وفيرة منه، وتساهم في تحسين الحالة الصحية العامة. من أبرز هذه الأطعمة الخضراوات الورقية الداكنة كالسلق والسبانخ، حيث يحتوي كوب واحد من السبانخ المطبوخة على نحو 160 ملغ من المغنيسيوم، وهو ما يعادل نصف الحاجة اليومية للمرأة. تعد المكسرات والبذور مصدرًا ممتازًا للمغنيسيوم، فملعقتان كبيرتان من بذور الشيا تحتوي على أكثر من 100 ملغ، وأونصة واحدة من اللوز المحمص تجلب حوالي 80 ملغ. تحتوي البقوليات كالفاصوليا والعدس على كميات جيدة من المغنيسيوم، إلى جانب الألياف والبروتين، كما أن الحبوب الكاملة مثل الأرز البني، الكينوا، وخبز القمح الكامل تعزز استهلاك المغنيسيوم بشكل كبير. إضافة إلى ذلك، تعتبر منتجات الألبان قليلة الدسم، خاصة الزبادي والحليب، من المصادر التي تحتوي على كميات معتدلة من المغنيسيوم، والبروبيوتيك المفيد للجهاز الهضمي. كما يساهم تناول الأسماك الدهنية كالسلمون والماكريل في زيادة استهلاك هذا المعدن، نظراً لاحتوائها على أحماض أوميغا 3 المفيدة للقلب، بالإضافة إلى مستويات من المغنيسيوم. لا يقتصر الأمر على ذلك، إذ تُعد بذور الشيا من الخيارات السهلة والغنية بالمغنيسيوم التي يمكن إضافتها إلى الوجبات. وأخيرًا، يُعد تناول الحبوب الكاملة مثل الأرز البني والكينوا خيارًا ممتازًا لتعزيز مستوى المغنيسيوم، إلى جانب منتجات الألبان والخضراوات والبقوليات، والتي تسهم جميعها في الوصول إلى الحد الأدنى المطلوب من 310 إلى 420 ملغ يوميًا، حسب الجنس والفئة العمرية، مما يدعم بشكل فعال الصحة العامة والوقاية من الأمراض خصوصًا السرطانية.