آلام الظهر والتمدد في الأوعية الدموية
عندما يصاحب ألم الظهر أعراضًا مثل الألم البطني أو الشعور بالنبض، فقد يكون ذلك إشارة إلى مشكلة خطيرة في الشريان الأورطي، مثل تمدد الأوعية الدموية الأبهري التي تستوجب علاجًا فوريًا. فالشريان الأورطي هو أكبر شريان في الجسم، وهو ينقل الدم والأكسجين من القلب لباقي أجزاء الجسم. وإذا تطور فيه تمدد، فقد يتسبب في انتفاخ مؤلم لا يختفي مع العلاج، مما يتطلب فحصًا شاملًا لتحديد المصدر الحقيقي للمشكلة.
تمدد الأوعية الدموية وتخليها عن المشكلة الخفية
يُعد تمدد الأوعية الدموية الأبهرية من الحالات الصامتة والخطيرة، وغالبًا لا تظهر أي أعراض واضحة في البداية، لذا غالبًا ما يتم تشخيصها بعد فوات الأوان. عادة، تتسبب الحالات الناتجة عن تمدد الأوعية الدموية في آلام خفيفة كالتي قد تتشابه مع إجهاد عضلي أو عسر هضم، مما يسبب تأخيرًا في الكشف عنها. يمكن أن يؤدي التمزق المفاجئ لهذه الحالة إلى نزيف داخلي حاد، ويجب على الأشخاص المعرضين للخطر أن يكونوا أكثر حذرًا ويقابلوا الطبيب عند ظهور أي علامات غير معتادة.
علامات وتحذيرات تمدد الأوعية الدموية
تكون علامات تمدد الأوعية الدموية الأبهرية خادعة أحيانًا، حيث تظهر بشكل خفيف كإرهاق، أو ألم بسيط في الصدر، أو عسر هضم، أو حتى تعب عام، لذلك يتجاهلها الكثيرون. لكنها قد تتطور إلى حالة طارئة إذا لم يتم علاجها، وتتمثل العلامات الأكثر وضوحًا في ألم الظهر، وألم الصدر، والشعور بالتعب، وأعراض أخرى مثل الدوخة وضيق التنفس، وكلها تستدعي مراجعة الطبيب بشكل عاجل. ففحص الأشعة السينية، أو التصوير المقطعي، ضروري لتشخيص الحالة مبكرًا قبل أن تتدهور الأمور.
أهمية الكشف المبكر والعوامل المهددة
تشير خبيرة جراحة القلب والصدر إلى أن علامات تمدد الأوعية الدموية الأبهرية قد تكون خادعة، حيث تظهر بشكل مائل على أنها تعب عضلي أو ألم بسيط، ولكنها قد تتهدد الحياة إذا لم يتم التعامل معها في الوقت المناسب. وتكون الفئات الأكثر عرضة للخطر هم كبار السن، خاصة فوق عمر الستين، والمدخنون، ومرضى ارتفاع ضغط الدم، وأولئك الذين لديهم تاريخ عائلي للحالة. لذلك، ينبغي الحرص على الفحوصات الدورية والوعي بالمؤشرات الخطيرة.
انتشار وتكرار الحالة وأسبابها
تزداد احتمالية الإصابة بتمدد الأوعية الدموية الأبهرية لدى الرجال بمعدل أربع إلى ست مرات، وتوجد نسبة حوالي 1% من الرجال بين العمر 55 إلى 64، وتزداد نسبة الإصابة مع تقدم العمر. تنتشر حالات تمدد الأوعية الدموية الأبهري البطني أكثر من الصدرية، وذلك غالبًا بسبب ضعف جدران الشرايين عند البطن. أما أسباب التمدد فهي غير معروفة بالكامل، ولكن تتضمن تصلب الشرايين، أو أمراض وراثية تؤثر على النسيج الضام، أو إصابة الشريان الأبهري، والالتهابات، وكلها قد تسهم في ضعف جدران الأوعية الدموية.
مخاطر التمزق والعلاج
عندما يتعرض تمدد الأوعية الدموية للتمزق، يسبب نزيفًا داخليًا خطيرًا قد يكون مهددًا للحياة، خاصة إذا كانت الحالة في منطقة حيوية مثل الصدر أو البطن. وإذا تم العلاج سريعًا، يمكن أن يتعافى العديد من المرضى، ولكن عدم التدخل بسرعة يؤدي إلى مضاعفات خطيرة. التمزق يجعل جدران الشريان تتشقق، مما يسمح بتسرب الدم بين الطبقات، وتقليص مجرى الدم، وتقليل تدفق الدم من القلب إلى باقي الجسم، وهو ما قد يؤدي إلى الوفاة إذا لم يُعالج بشكل فوري.