رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

خبراء يؤكدون أن مراقبة سكر الدم للأشخاص الأصحاء ليست ضرورية وأن النصائح المهمة أهم

شارك

تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي دعوات لمراقبة مستويات سكر الدم باستخدام أجهزة الترقب، مدعومة بتجارب شخصية تشير إلى أن هذه المراقبة تساهم في فقدان الوزن وتحسين النوم وتجنب الأمراض المستقبلية. ومع ذلك، ليست كل المعلومات المستقاة من هذه التجارب مقبولة علمياً، فهل هي حقاً ضرورية للجميع؟

رأي العلم

يشدد الأطباء المختصون على أن ارتفاع سكر الدم بعد تناول الطعام هو أمر طبيعي تمامًا عند الأشخاص الأصحاء، حيث يمتلك الجسم نظامًا دقيقًا يفرز هرمون الأنسولين ليعود بمستوى السكر إلى وضعه الطبيعي خلال وقت قصير. التركيز المبالغ فيه على التغيرات الطبيعية قد يؤدي إلى قلق مفرط أو اتخاذ قرارات غذائية متشددة بلا مبرر، وهو أمر غير ضروري. مراقبة سكر الدم قد تكون مفيدة للأشخاص الذين يعانون من حالات طبية، لكن غير لازمة للأصحاء، إذ إن الجسم يملك آليات طبيعية لضبط الجلوكوز، وما يحتاجه هو دعمها بنمط حياة صحي ومتوازن بدل الهوس بالأرقام.

كيف يرتفع مستوى سكر الدم؟

يرتفع مستوى سكر الدم نتيجة تناول الكربوهيدرات مثل الخبز والفواكه والحبوب، حيث يُمد الجسم بالطاقة ثم يعاود الانخفاض تدريجيًا إلى مستواه الطبيعي. لا يقتصر ارتفاع السكر على الطعام فقط، بل يساهم أيضًا قلة النوم، والإجهاد، والجفاف، وشرب القهوة بشكل مؤقت في رفع المستويات. المشكلة تظهر عندما يبقى مستوى السكر مرتفعًا لفترات طويلة، مما يزيد من خطر مقاومة الأنسولين وإمكانية الإصابة بالسكري من النوع الثاني.

الأجهزة بين الفائدة والمبالغة

صممت أجهزة مراقبة الجلوكوز المستمرة لمتابعة مرضى السكر، بحيث تزوّدهم ببيانات فورية لمساعدتهم على ضبط جرعات الأنسولين. لكن عند استخدامها من قبل أشخاص أصحاء، فإن القراءات قد تكون غير دقيقة، أو تُفسّر بشكل خاطئ، مما قد يثير القلق ويؤدي إلى تغييرات غير ضرورية في النظام الغذائي. لذلك ينصح الخبراء باستخدامها فقط في حالات خاصة كوجود مقدمات للسكري أو اضطرابات في التمثيل الغذائي، وليس للجميع بشكل عام.

أسلوب حياة متوازن هو الأساس

بدلاً من التركيز على الأرقام على شاشة الجهاز، يمكن الحفاظ على توازن مستوى السكر من خلال اعتماد عادات صحية يومية. منها تناول وجبات متوازنة غنية بالألياف والخضروات والبروتينات الصحية، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام لمدة نصف ساعة على الأقل يوميًا. كما يُنصح بشرب كميات كافية من الماء وتجنب المشروبات الغازية والعصائر المحلاة، والحرص على النوم بانتظام لتقليل تأثير الإجهاد على الجسم، مع توزيع الوجبات إلى حصص صغيرة على مدار اليوم. تساعد تلك العادات على الحفاظ على مستوى سكر ثابت وصحي، وتقلل من الحاجة للمراقبة المفرطة للأرقام.

مقالات ذات صلة