رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

دراسة.. ابتكار جديد لزراعة خلايا عصبية في العين يحمي من فقدان البصر

شارك

طريقة علاجية جديدة تساعد على إبطاء فقدان البصر

أكّد باحثون في مركز سكريبس للأبحاث والمعاهد الوطنية للصحة على تطوير علاج جديد يمكنه المساعدة في إبطاء تدهور البصر من خلال زراعة جراحية وقائية للأعصاب داخل العين. يعتمد هذا النهج على زرع جهاز طبي يطلق بروتينًا علاجيًا بشكل مستمر ليحمي ويحافظ على خلايا الشبكية.

الفئة المستهدفة في الدراسة

تستهدف هذه الطريقة مرضى يعانون من توسع الشعيرات البقعي من النوع الثاني، وهو اضطراب نادر يسبب تدمير تدريجي للرؤية المركزية. ويُعتبر ذلك خطوة مهمة نحو فهم أفضل للطرق التي يمكن من خلالها حماية الخلايا العصبية من التلف.

تفاصيل الدراسة ونتائجها

نُشرت الدراسة في مجلة NEJM Evidence، واشتملت على تجربتين سريريتين من المرحلة الثالثة لفحص جهاز ENCELTO، الذي يتضمن زرعة جراحية لإطلاق بروتين CNTF بهدف الحفاظ على الخلايا العصبية الشبكية. أُجريت التجارب في 47 مركزًا عالميًا بمشاركة 228 مريضًا، تابعتهم لمدة عامين. أسهمت النتائج في الحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على اعتماد الجهاز ليصبح أول علاج معتمد لهذا المرض، ويعد الأول من نوعه المبني على حماية الأعصاب للخلايا المهددة بالتلف.

آلية عمل الجهاز ونتائجه

يعتمد الجهاز على خلايا ظهارية معدلة وراثيًا توجد في كبسولة صغيرة تحوي بروتين CNTF، تعمل على تغذية ودعم الشبكية بشكل مستمر، وتحمي الخلايا العصبية من التلف. أظهرت التجارب أن ENCELTO يقلل بشكل ملحوظ من معدل فقدان الخلايا الحساسة للضوء (المستقبِلات الضوئية) التي تعتبر أساسية للرؤية المركزية. ففي إحدى التجارب، انخفضت نسبة فقدان المنطقة الإهليلجية بنسبة تصل إلى 54.8%، بينما كانت النسبة 30.6% في التجربة الثانية، مما يدل على ثبات فعالية العلاج.

تأثير الجهاز على الوظائف البصرية

قامت الدراسة بتقييم العديد من المقاييس البصرية، مثل قدرة العين على التمييز بين الألوان وسرعة القراءة. أظهر اختبار استجابة الشبكية للضوء تباطؤًا في تدهور الوظيفة البصرية، خاصة في الحالة التي فُرض فيها حماية أكبر للخلايا الحساسة للضوء. لكن الاختبارات المتعلقة بسرعة القراءة وحساسية الشبكية أظهرت نتائج متفاوتة، مع تحسن في إحدى التجربتين وعدم فرق يُذكر في الأخرى.

الخلاصة والتوقعات المستقبلية

يعد هذا التطور خطوة مهمة نحو تغيير مفهوم علاج التنكس الشبكي، إذ يركز على حماية الخلايا العصبية بدلاً من انتظار موتها فقط. ويساعد الجهاز على إطلاق عوامل غذائية مهمة وتحفيز الحفاظ على البصر لمدة أطول، مما يفتح آفاقًا جديدة لعلاج أمراض كثيرة تتعلق بالتدهور العصبي في العين والجهاز العصبي المركزي.

مقالات ذات صلة