نحدد أعمارنا عادة بناءً على السنوات التي نعيشها، لكن ماذا عن عمر قلبك؟ قد يختلف كثيرًا عن عمرك الحقيقي، وما يعكسه هذا الاختلاف يمكن أن يكون مؤشرًا مهمًا على وضعك الصحي.
أصدر موقع Health تقريرًا يشرح فيه أن باحثين من جامعة نورث وسترن ابتكروا أداة إلكترونية تسمى “عمر القلب” Heart Age Calculator بهدف تحويل بياناتك الصحية إلى رقم يعبر عن عمر قلبك الافتراضي. الفكرة هنا أن الأرقام المئوية التي نستخدمها عادة في اختبارات الخطر قد تكون معقدة أو غير واضحة، بينما عمر القلب التقديري أكثر ليونة وأسهل للفهم بالنسبة للجميع.
كيف تعمل الأداة؟
تعتمد الأداة على عوامل متنوعة مثل ضغط الدم، مستوى الكوليسترول، وجود أمراض مزمنة كالسكر، بالإضافة إلى نمط الحياة مثل التدخين والنشاط البدني. عن طريق هذه العوامل، يتم حساب عمر القلب، فإذا كان قريبًا من عمر الشخص الحقيقي أو أقل بقليل، فهذا يدل على حالة قلبية جيدة. وإذا كان أكبر بخمس أو عشر سنوات، فقد يشير ذلك إلى ضرورة إجراء تغييرات صحية أو مراجعة الطبيب. على سبيل المثال، رجل في الخمسين قد يكتشف أن عمر قلبه 60 بسبب ارتفاع ضغط الدم وقلة الحركة، رغم عدم شعوره بأعراض واضحة.
ماذا أظهرت الأبحاث؟
اختبرت الأداة على أكثر من 14 ألف شخص في الولايات المتحدة، وتبين أن متوسط عمر القلب كان غالبًا أعلى من العمر الحقيقي للمشاركين، خاصة بين فئات متوسطة العمر وذوي الدخل المنخفض، إلى جانب بعض المجموعات العرقية. وهذه النتيجة تؤكد أن ارتفاع عمر القلب يمكن أن يكون مؤشرًا على وجود مخاطر صحية مهما كانت الحالة الظاهرة للشخص.
هل النتائج موثوقة؟
يقول الخبراء إن الأداة تعد وسيلة جيدة لتوضيح المخاطر الصحية بشكل مبسط، لكنها ليست مقياسًا نهائيًا. فهي لا تغطي جميع العوامل مثل التاريخ العائلي أو بعض المؤشرات البيولوجية الأخرى، كما أن معرفة عمر القلب بأنه منخفض قد تجعل بعض الأشخاص يظنون أن صحتهم جيدة جدًا ويتوقفون عن متابعة حالتهم، وهو أمر غير صحيح.
ماذا تفعل إذا كانت نتيجة عمر قلبك أكبر من عمرك الحقيقي؟
يمكن تقليل عمر القلب من خلال خطوات بسيطة وفعالة، مثل تقليل استهلاك الملح والدهون والسكريات في الطعام، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والإقلاع عن التدخين والكحول، والمتابعة الدورية لضغط الدم والكوليسترول مع الطبيب.