يحتاج الجسم إلى التعرض لأشعة الشمس لتحقيق فوائده الصحية، لكن المبالغة في ذلك قد تكون ضارة، خاصة بسبب الأشعة فوق البنفسجية التي قد تتسبب في أضرار طويلة الأمد للجلد وتؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة. فالحروق الشمسية ليست مجرد احمرار مؤقت، بل يمكن أن تتسبب في تغييرات دائمة في بنية البشرة ووظائف الجهاز المناعي، مع زيادة احتمالية الإصابة بسرطان الجلد على المدى البعيد.
ما هي الحروق الشمسية؟
توصف الحروق الشمسية بأنها رد فعل التهابي فوري يحدث نتيجة التعرض المكثف للأشعة فوق البنفسجية وخاصة UVB، وتظهر أعراضها خلال ساعات وتتمثل في احمرار الجلد، والألم عند اللمس، والتورم، وتقشر الجلد بعد عدة أيام. ويؤكد الخبراء أن شدة الضرر لا تعتمد دائمًا على مدة التعرض، فحتى جلسة قصيرة قد تتسبب في تلف خلايا الجلد بشكل عميق. إضافة إلى الضرر الظاهر، تؤثر الحروق الشمسية سلبًا على الجهاز المناعي من خلال تثبيط استجابته، مما يقلل من قدرة الجسم على مقاومة الأمراض ويضعف خلايا المناعة الجلدية المسؤولة عن الحماية.
العلاقة بين الحروق الشمسية وسرطان الجلد
تؤدي الإصابة بالحروق الشمسية المتكررة إلى زيادة خطر الإصابة بأنواع مختلفة من سرطان الجلد، خاصة الميلانوما، حيث تشير الدراسات إلى أن خمس حروق شمسية شديدة أو أكثر خلال فترة الطفولة والمراهقة ترفع احتمالات الإصابة بها بنسبة تصل إلى 80%. كما أن الحروق البسيطة والمتكررة ترفع من احتمال تطور أنواع أخرى من السرطان على مناطق مكشوفة من الجسم مثل الوجه والرقبة واليدين.
طرق الوقاية من أضرار الشمس
لحماية البشرة من أضرار الأشعة فوق البنفسجية، يُنصح باستخدام واقي شمس واسع الطيف بمعامل حماية SPF 30 أو أعلى، وضرورة إعادة وضعه كل ساعتين خاصة بعد التعرق أو السباحة. بالإضافة إلى ذلك، يفضل ارتداء ملابس واقية من الشمس مثل القمصان ذات الأكمام الطويلة، والقبعات الواسعة، والنظارات الشمسية التي تحمي من الأشعة UVA و UVB. وينبغي تجنب التعرض لأشعة الشمس بين العاشرة صباحًا والرابعة عصرًا، حيث تكون الأشعة فوق البنفسجية في أقوى حالاتها. كما أن تناول مضادات الأكسدة من أطعمة مثل الشاي الأخضر والمستخلصات النباتية يمكن أن يساهم في تقليل الضرر التأكسدي وتحسين عملية إصلاح تلف الحمض النووي في الجلد.
