رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

الصحّة العالميّة تصفها بالقاتل الأشرس.. تفشي فطر مقاوم للأدوية يهدد البشرية

شارك

أصدرت الأطباء تحذيراً جديداً حول فطر قاتل مقاوم للأدوية يُعرف باسم فطر كانديدا أوريس، ووصفوه بأنه يشكل خطراً كبيراً على البشر بعد أن تم رصده في دماغ رجل في الإمارات العربية المتحدة.

تنتشر فطريات المبيضات أوريس في المستشفيات حول العالم، وتزداد مقاومتها للأدوية التي تستخدم لمكافحتها، حيث ارتبطت بارتفاع معدلات الوفيات، حيث يُقدّر أن حالة واحدة من بين كل ثلاث حالات تنتهي بالموت. وخلال الحالة الأخيرة التي تم الإبلاغ عنها، أصيب رجل يبلغ من العمر 34 عاماً بعد تعرضه لإصابة دماغية جراء حادث سيارة، وسُجلت حالته في مستشفى رأس الخيمة، حيث أدخل العناية المركزة وهو يعاني من نزيف وجرح قطعي في فروة الرأس، وخضع لعملية جراحية طارئة لإزالة جزء من الجمجمة لتخفيف الضغط. استمرت حالته في التدهور لأسابيع، قبل أن تظهر نتائج الفحوصات إصابته بعدوى فطرية من نوع كانديدا أوريس، التي تُعد من الفطريات ذات أولوية حرجة من قبل منظمة الصحة العالمية.

كيف تسببت العدوى في معاناة المريض

بعد مرور حوالي 99 يوماً على دخوله المستشفى، تم التأكد من وجود العدوى، واستُخدمت علاجات مضادة للفطريات لمدة ثلاثة أسابيع، تلتها جرعات عن طريق الوريد لمدة 15 يوماً، ثم فُعّلت دورة علاج بواسطة أقراص لمدة 11 يوماً، إلى أن أظهرت نتائج الدم القضاء على العدوى، مما سمح له بالخروج من المستشفى بعد حوالي سبعة أشهر. وقال الأطباء إن الإفراط في استخدام الأدوية المضادة للفطريات ساهم في تطور مقاومة هذه الأنواع من الفطريات. وتوضح المصادر أن هذه الفطريات، التي اكتُشفت لأول مرة في عام 2009، يمكن أن تبقى على الأسطح والأدوات في المستشفيات لأسابيع، وتكون مقاومة للمطهرات والأدوية، وتنتقل عبر الدم، الأعضاء، والجهاز العصبي، وتسبب التهابات مهددة للحياة.

الانتشار والخطورة

تمتلك فطريات المبيضات أوريس القدرة على العيش على الجلد وفي الأسطح، مما يسهل انتشارها بين المرضى. تدخل الجسم غالبًا عبر الجروح أو الأدوات الطبية الملوثة، مسببة التهابات تصل إلى الأعضاء الحيوية، وخاصة عند الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، أو من تلقوا رعاية صحية مكثفة، أو يستخدمون مضادات حيوية بشكل مفرط. ووضعت منظمة الصحة العالمية هذه الفطريات ضمن قائمة مسببات الأمراض ذات الأولوية العالية، محذرة من خطرها الشديد، حيث تقتل تقريباً ثلث المصابين بها، وتواجدت في أكثر من 40 دولة عبر العالم منذ اكتشافها في عام 2009.

التحديات في العلاج والوقاية

يساعد الإفراط في استخدام الأدوية المضادة للفطريات في قطاعي الصحة والزراعة على تطوير مقاومة لهذه الفطريات، مما يقلل من خيارات العلاج المتوفرة. وتتفاقم المشكلة في الدول التي تسمح بشراء هذه الأدوية بدون وصفة طبية، مما يعزز سوء الاستخدام ويقوّي من مقاومة السلالات الجديدة. ويعد ضعف المناعة، والخضوع لعلاج في المستشفيات، واستخدام مضادات حيوية من عوامل زيادة خطر الإصابة بعدوى فطرية مقاومة. وفي محاولة للسيطرة على تفشي المرض، أصبح من الضروري في بعض الدول الإبلاغ عن جميع الحالات تلقائياً للسلطات الصحية.

يُعتبر فطر كانديدا أوريس من أخطر الميكروبات المعروفة حالياً، حيث تظهر الأبحاث أنه رغم اكتشافه منذ 16 عاماً، فإنه يقتل حوالي ثلث المصابين به، ومع قدرته على التكيف والبقاء على قيد الحياة على الأسطح، زاد من عالميته كمصدر تهديد حقيقي للبشرية. تنتشر الفطريات بشكل خاص في المستشفيات، ويمكن أن تتصل بالأطراف أو الأدوات الملوثة، مسببة حالات خطيرة تنتقل إلى الأعضاء الحيوية، ويؤكد الخبراء أن الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية والأدوية المضادة للفطريات ساعد على مقاومتها، وخصوصاً في البلدان التي يمكن فيها الحصول عليها بسهولة ودون رقابة، مما يجعل ظهور سلالات مقاومة أمراً متوقعاً ويزيد من صعوبة معالجتها. في النهاية، تؤكد التقارير ضرورة اليقظة والتقيّد بالإجراءات الوقائية للحد من انتشار هذا الفطر الخطير الذي يمثل تهديداً حقيقياً على صحة الإنسان.

مقالات ذات صلة