يحدث جفاف الجسم عندما يفقد كميات أكثر من السوائل التي يتناولها، خاصةً بعد بذل مجهود بدني مكثف أو في ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، إذ تتزايد فرص فقدان الماء عبر التعرق والتعرض المباشر للشمس، وتبدأ علامات الجفاف غالبًا غير مرئية وتتصاعد إذا لم يتم معالجة الحالة بسرعة.
معرفة أعراض الجفاف المبكرة تمكن الشخص من اتخاذ إجراءات سريعة لتجنب تطورها إلى حالات أكثر خطورة، حيث إن الحالات الخفيفة عادةً يمكن علاجها بسهولة عبر شرب المزيد من الماء، بينما الحالات الأكثر خطورة تتطلب تدخلًا طبيًا عاجلاً.
الأعراض الشائعة للجفاف
من أول علامات الجفاف الشعور بجفاف في الفم، وتشقُق الشفتين، وإذا لاحظت وجود لزوجة أو خشونة في اللسان أو تغير لونه إلى الأبيض أو متغير، فقد يكون جسمك يحتاج للماء بشكل سريع، فهذه مؤشرات على نقص اللعاب تلفت الانتباه إلى حاجة الجسم لترطيب سريع.
كما يمكن أن يحدث صداع نابض أو خفيف، وأحيانًا يصاحب ذلك ارتفاع في درجة الحرارة بشكل خفيف إلى متوسط، حيث يؤثر نقص السوائل على قدرة الجسم على تنظيم حرارته، مما يؤدي إلى تراكم الحرارة وتورم الدماغ في الحالات الأكثر حدة. لون البول يعتبر من أبسط العلامات، فإذا كان لونه داكنًا ويقترب من الكهرمان أو البني، فهذه إشارة قوية إلى جفاف الجسم، خاصة إذا صاحبتها أعراض أخرى مثل الدوخة والتعب.
طرق علاج الجفاف البسيط والوقاية منه
في حالة الإصابات بجفاف خفيف، يُكفي عادةً تنظيم تناول السوائل من خلال شرب الماء، ويمكن زيادة تعويض الإلكتروليتات المفقودة عبر تناول مشروبات تحتوي على الصوديوم والبوتاسيوم، لأنها تساعد في دعم وظائف العضلات والجهاز العصبي. يُنصح دومًا بضبط الكمية التي تتناولها حسب درجة الحرارة ومستوى النشاط، مع أهمية تجنب التعرض المباشر للشمس لفترات طويلة، خاصةً للبالغين وكبار السن الذين يكونون أكثر عرضة للجفاف، مع ضرورة مراقبة علامات الجفاف والتصرف بسرعة إذا ظهرت علامات خطيرة.
متى يجب طلب علاج طبي
يجب مراجعة الطبيب إذا ظهرت عليك علامات أكثر خطورة منها الدوخة الشديدة، الارتباك، ضعف العضلات، أو إذا ظهرت علامات على نوبات أو تورم في الدماغ أو فقدان الوعي، أو إذا تطورت الحالة إلى فقدان شديد للسوائل، حيث يحتاج الجسم إلى علاج سريع عبر إعطائه سوائل وريدية، غالبًا بمحاليل ملحية تحتوي على الماء والملح وشوارد أخرى ضرورية لتعويض النقص في الجسم.
الوقاية من الجفاف
ينصح البالغون عادةً بشرب ثمانية أكواب من الماء يوميًا، مع مراعاة زيادة الكمية في الطقس الحار أو عند ممارسة رياضة طويلة أو عند التعرض للشمس لفترات ممتدة. يُراعى تعديل كمية السوائل حسب الحاجة والظروف المناخية، كما يجب على كبار السن اتخاذ احتياطات إضافية وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، وابقاء البيئة باردة قدر المستطاع، مع الحفاظ على مستويات مناسبة من الترطيب بشكل يومي للحفاظ على صحة الجسم واستقلاليته.