رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

هل سيتحول هوس الذكاء الاصطناعي للاستشارات النفسية بين جيل جين Z وألفا إلى خطر وكيف نحميهم

شارك

يحذر الخبراء من تزايد اعتماد الأجيال الجديدة على روبوتات الدردشة للتفاعل العاطفي، خاصة مع انتشار استخدامها من قبل جيل زيد وجيل ألفا، مما يهدد بغياب التواصل الواقعي وبلبلة في الواقع الحقيقي. يعتبر جيل زيد الذي وُلد بين 1996 و2010، أول جيل نشأ في عالم رقمي متداخل بشكل دائم، حيث لم يعرفوا حياة بدون هواتف ذكية وتواصل اجتماعي، فالعالم الرقمي أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتهم. أما جيل ألفا، الذي وُلد منذ 2013 وحتى الآن، فهو الجيل الأكثر تعرضًا للتكنولوجيا منذ بداية حياته، وهو المتوقع أن يكون الأكثر ذكاءً رقميًا. مع تزايد تفضيل الشباب التفاعل مع روبوتات الدردشة في مختلف المجالات، من النصائح العاطفية إلى الاستشارات الصحية، يزداد خطر فقدان مهارات التفاعل الواقعي مع الآخرين، مما يهدد بفقدان الروابط الاجتماعية الحقيقية والتأثير على الصحة النفسية بشكل أعمق. ويشكّل الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي نوعًا من الراحة والخضوع للرقابة، حيث توفر هذه البرامج استجابات سريعة ولا تحكم عليها. كما توفر نوعًا من الأمان العاطفي للأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية أو قلق اجتماعي، لكن ذلك قد يضعف قدراتهم على التعامل مع العلاقات الحقيقية، الأمر الذي يفاقم الشعور بالوحدة ويؤثر على توازنهم العاطفي.

الآثار السلبية للتفاعل المفرط مع روبوتات الدردشة

ينشأ جيل زيد وألفا في بيئة رقمية متكاملة، حيث تتداخل التكنولوجيا بشكل عميق في تفاصيل حياتهم، ويميلون بطبيعتهم إلى اللجوء إلى روبوتات الدردشة باعتبارها مصدرًا دائمًا للاستجابة والتفاعل غير المسبب للأحكام. يتيح الذكاء الاصطناعي لهذه البرامج أن توفر ردودًا فورية، مما يعزز شعورهم بالأمان ويقلل من مواجهة مشاعر الضعف أو المواجهة المباشرة مع المجتمع. ومع ذلك، يثير الاعتماد على هذه التقنيات مخاوف من ضعف التفاعل الحقيقي، خاصةً عند الذين يعانون من صدمات نفسية أو قلق اجتماعي، حيث يفضّل الكثير منهم التواصل مع الروبوت بدلاً من مواجهة العالم الواقعي. وتؤدي تلك الحالة إلى ضعف في المهارات الاجتماعية، وابتعاد عن التفاعل الحقيقي، مما ينعكس على صحة العلاقات الإنسانية وقدرة الأفراد على التعبير عن مشاعرهم بشكل متوازن.

نصائح لتقليل الاعتماد على الذكاء الاصطناعي

تؤكد الدكتورة بافيترا شانكار على ضرورة وضع سياسات للرفاهية الرقمية وتصميم أخلاقي يُشجع على التواصل غير المتصل، للحد من الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي. ينصح الخبراء بضرورة أن يكون الانسان واعيًا لمشاعره، وأن يميز بين التفاعل مع البشر والتفاعل مع البرامج الآلية، إذ لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتعاطف أو يفهم المشاعر بعمق. من المهم تقليل الاعتماد على برامج الدعم العاطفي التلقائي، واللجوء إلى التحدث مع أشخاص تثق بهم عندما يُواجهون مواقف صعبة، بالإضافة إلى الانخراط في أنشطة غير متصلة بالإنترنت مثل المشاركة في نوادٍ أو فعاليات أو الأعمال التطوعية لبناء علاقات حقيقية. ويُشجع على ممارسة التخلص من السموم الرقمية، بحيث يخصص الإنسان وقتًا منتظمًا بعيدًا عن الأجهزة، بهدف تقليل الاعتماد العاطفي على التكنولوجيا وتحقيق توازن صحي بين العالم الرقمي والحياة الواقعية.

مقالات ذات صلة