رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

ما حقيقة “تطهير الجسم من الطفيليات” بعد إصابة العارضة هايدى كلوم بها

شارك

انتشرت في الآونة الأخيرة موجة من النقاشات بعد إعلان عارضة الأزياء هايدي كلوم عن دخولها في برنامج خاص لتطهير جسمها من الطفيليات، ونصحت الآخرين بتجربة ذلك. أثار تصريحها فضول الكثيرين وفتح باب الجدال، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتم الترويج لفكرة وجود كائنات طفيلية في أجسامنا وأن التخلص منها بانتظام ضروري للصحة، وهو موضوع يثير تساؤلات حول مدى صحة هذه الادعاءات وأسسها العلمية.

origin of the “detox” trend

ظهرت مؤخراً على منصات مثل تيك توك وإنستغرام العديد من الفيديوهات التي تدعي أن معظم الناس تحتوي أجسامهم على طفيليات دون معرفة، وتشجع على تناول مكملات عشبية تعتمد على مكونات مثل القرنفل، والشيح، وبذور البابايا، مع وعود بتحسين الهضم، وزيادة النشاط، وتنقية البشرة، وتوضيح أن أغلب هذه الادعاءات غير مدعومة بأبحاث قوية، حيث إن الدراسات المتوفرة حتى الآن تقتصر على نتائج مخبرية أو على حيوانات، مما يجعل من الصعب الاعتماد عليها بشكل روتيني لعلاج البشر.

حقيقة الطفيليات ووجودها في الجسم

تشير التقارير إلى أن الطفيليات هي كائنات تعتمد على كائن حي آخر للحصول على غذائها وتسبب له ضررًا، وتختلف عن البكتيريا المفيدة التي تعيش في أجسامنا بشكل طبيعي وتساهم في دعم صحتنا. تتنوع أنواع الطفيليات التي يمكن أن تصيب الإنسان، وتشمل الديدان المعوية مثل الديدان الشريطية والخطافية، والطفيليات المجهرية مثل الملاريا التي تنتقل عبر الحشرات، وأيضًا الطفيليات الخارجية مثل القمل والقراد، التي تلتصق بسطح الجلد. تنتشر الإصابة بهذه الطفيليات أكثر في المناطق ذات الصرف الصحي الضعيف والتلوث، بينما تقل احتمالات الإصابة في الدول ذات البنية الصحية القوية.

موقف الأطباء من برامج التطهير

يؤكد الأطباء أن إجراء عمليات تطهير دورية من الطفيليات غير ضروري للأشخاص الأصحاء في دول متقدمة، إذ توجد فحوصات مخبرية مثل فحص البراز وتقديم العلاج المناسب عند الشك في الإصابة. ويفضل الاعتماد على التشخيص العلمي والأدوية المثبتة فعاليتها بدلاً من برامج التطهير العشوائية التي قد تتسبب في مخاطر صحية، خاصة إذا لم تكن هناك حاجة طبية حقيقية لذلك.

المخاطر المحتملة من برامج التطهير غير الطبية

يمكن أن تؤدي برامج التطهير غير الطبية إلى تغييرات غير صحية في توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء، كما قد تسبب آثارًا جانبية من مكونات الأدوية أو الأعشاب المستخدمة، فضلاً عن احتمال جفاف الجسم ونقص العناصر الغذائية نتيجة الأنظمة الغذائية المقيدة. رغم وجود طفيليات في بعض البيئات، فإن انتشارها في المناطق التي تسبقها مياه نظيفة وخدمات صحية جيدة يكون ضعيفًا جدًا. ولذلك، ينصح بمراجعة الطبيب عند القلق من وجود طفيليات بدلاً من الاعتماد على أساليب غير مدعومة علمياً، لتجنب مخاطر صحية غير ضرورية.

مقالات ذات صلة