تطوير تقنية جديدة لعلاج مرض السكر من النوع الأول
طور باحثون من جامعة كورنيل نظام زرع قادر على علاج مرض السكر من النوع الأول عبر توفير أكسجين إضافي لخلايا الأنسولين التي تفرزها من خلال جهاز مزروع. تعتمد هذه التقنية على أجهزة تغليف قابلة للزرع، تم تطويرها سابقًا في مختبر الباحث مينجلين ما، أستاذ الهندسة البيولوجية، بهدف منع الجهاز المناعي من مهاجمة الخلايا المزروعة.
يتسبب مرض السكر من النوع الأول في خلل في الجهاز المناعي، حيث يهاجم خلايا البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الأنسولين، وهي الجزر التي تسمح للجسم باستخدام السكر كمصدر طاقة. بدون الأنسولين، لا يستطيع الجسم توصيل الجلوكوز إلى الخلايا العضلية والأنسجة، الأمر الذي يؤدي إلى اضطرابات صحية كبيرة. عادةً، يُعالج المرض بحقن الأنسولين أو مضخات، لكن المرضى لا يزالون يعانون من المضاعفات الجدية رغم العلاج.
الابتكار في الأجهزة المزروعة
حقق الباحثون سابقًا نجاحات في التحكم بمستوى السكر في الدم باستخدام أجهزة مزروعة، لكن أبرزها لم يكن يدوم طويلًا، لذا طوّر الفريق تقنية جديدة تعتمد على كبسولة أسطوانية تحتوي على خلايا تفرز الأنسولين، بالإضافة إلى مولد أكسجين كهروكيميائي صغير الحجم يمكن إزالته عند الحاجة. يحيط الكبسولة غشاءً نانويًا ليفيًا يمنع الجهاز المناعي من تدمير الخلايا، مع وجود قلب نفاذ يسمح للأكسجين بالوصول إلى الخلايا بداخلها.
يعتمد الجهاز على شرطين أساسيين؛ الأول هو حماية الخلايا من مهاجمة الجهاز المناعي، والثاني هو ضمان نقل الجلوكوز والعناصر الغذائية الأخرى بشكل فعال. أظهرت اختبارات النموذج الحي في الفئران نجاح الجهاز في تحسين مستويات السكر، مع إمكانيته في الاستخدام طويل الأمد، مما يفتح آفاقًا لعلاج أكبر عدد من مرضى السكر من النوع الأول دون الحاجة لتثبيط المناعة بشكل مستمر، وهو أمر خطير جدًا في الإجراءات التقليدية.
فوائد وخطوات مستقبلية
يسمح النظام الجديد بضبط أدق لمستوى السكر في الدم ويعطي للمرضى حرية أكبر في تناول الطعام، الشرب، وممارسة الرياضة بشكل طبيعي. يتوقع أن يُزرع النظام في نماذج خنازير، ويُختبر أيضًا على الخلايا الجذعية البشرية، بهدف تطوير علاج طويل الأمد يمكن استخدامه في علاج أمراض مزمنة أخرى. الهدف النهائي هو زرع أنواع مختلفة من الخلايا لعلاج الأمراض المختلفة، وبذلك يحدث تقدم كبير في مجالات الطب الحيوي.
