انتقل جاك جريليش إلى صفوف إيفرتون على سبيل الإعارة، سعيًا لاستعادة مستواه بعد فترة غير مستقرة مع مانشستر سيتي. أصبح اللاعب الذي ساهم بشكل كبير في فوز السيتي بثلاثية موسم 2022/2023 الآن أمام فرصة جديدة لإعادة تأهيل نفسه وإثبات قدرته على تقديم مستوى مميز والمساهمة في عودة الفريق إلى الطريق الصحيح. مع اقتراب عيد ميلاده الثلاثين، يُنظر إلى نجاح هذه الخطوة كحاسم لمسيرته الرياضية.
أعطي جريليش فرصة جديدة في إيفرتون، بعد أن كانت فرصة لإحياء مسيرته المميزة التي بدأت في أستون فيلا، حيث كان نجمًا أساسيًا وقياديًا في الفريق. بدايته مع السيتي شهدت ذراعتها، خاصة بعد تتويجه بالبطولات، لكن الإصابات والتغييرات في الأداء أدت إلى تراجع مستواه تدريجيًا، خاصةً في مواسم 2023/2024 و2024/2025، حيث لم يُظهر نفس الحيوية والإبداع. لعب دقائق أقل، وأداء أضعف، مع شعوره بالخيبة بعد عدم اختياره لقائمة منتخب إنجلترا لبطولة يورو 2024.
رحلة من الارتفاع إلى التراجع
شارك جريليش مع السيتي في نهائي دوري أبطال أوروبا وفاز بالمباراة، وظهر في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، لكنه لم يحرز الأهداف أو يلعب بشكل منتظم، بسبب الإصابات التي غيرت مسار أدائه. مع تغييرات المدرب وغياب الفرص، لم يستعد لاعبه أفضل مستوياته، حيث لعب أقل من 1000 دقيقة في الدوري بالموسم الأخير، وبرزت مشاعر الحزن والانكسار لديه بعد خيبة الأمل بعدم الاختيار ل بطولة يورو 2024.
إيجابيات وخبرات في إيفرتون
قد تكون البيئة الجديدة في إيفرتون فرصة لـ جريليش لاستعادة بريقه، خاصة وأن فريقه الجديد يلعب بكرة أقل ويمتاز بمسؤوليات دفاعية أكبر، حيث ستكون أمامه فرصة للعب بحرية أكبر، وذلك على عكس أسلوب السيتي. لعب في أستون فيلا كلاعب رئيسي، وتمتع بمرونة في التمركز، وكان يتجول بحرية داخل الملعب، وكان ضمن القادة والنجوم، وهو نمط يختلف تمامًا عن أسلوب السيتي الصارم والمدروس.
التحول من لعبه في أستون فيلا إلى السيتي كان يتطلب منه التكيف مع نظام معين، حيث لم يُلمس الكرة بكثرة في السيتي مقارنةً بفيلاته السابقة، لكنه استمتع بحرية أكبر في أستون فيلا، حيث كان يلعب في مراكز أكثر قربًا لمناطق الهجوم، ويُسمح له بالانحراف نحو الداخل وتحقيق المراوغات بشكل أكبر. هذا الاختلاف يعكس مدى ديناميكية وطبيعة أسلوب لعبه، وما قد يقدمه في إيفرتون يمكن أن يكون مختلفًا تمامًا عن تجربته الأخيرة.
انخفاض الأداء وأسباب التراجع
على مدار مواسمه الأخيرة، انخفضت مشاركاته، حيث لعب أقل من 50% من دقائق الفريق، وأداءه تدهور بشكل كبير، مع قلة فرص صناعتها للأهداف، وهو الأمر الذي يجعل مهمة مدرب إيفرتون مويس لإعادة جريليش لمستواه الأصلي مهمة صعبة، لكنه ليست مستحيلة، خاصة وأن اللاعب لديه القدرة على الانتعاش والتألق من جديد.
الانتقال إلى إيفرتون وتحديات جديدة
سيكون على جريليش التكيف سريعًا مع أسلوب فريق إيفرتون، الذي يركز أكثر على الكرة والاستحواذ، مع مسؤوليات دفاعية أكبر. من المتوقع أن يلعب على الجهة اليسرى، مع فرصة لاستعادة حيويته، وابتكار فرصة للعب بحرية أكبر من التي كانت متاحة في السيتي. خبرته السابقة مع أستون فيلا، حيث كان قائدًا ونجماً، تمنحه دفعة معنوية لاستعادة مستواه، خاصة وأنه يعرف جيدًا طريقة اللعب هنا والأدوار التي يمكن أن يمنحها لنفسه.
إضافة إلى ذلك، فإن إبداعه في صناعة الفرص من شأنه أن يُضيف قيمة كبيرة لإيفرتون، الذي يعاني من ضعف في صناعة الأهداف، حيث صنع فرصة واحدة تقريبًا فقط كل 90 دقيقة في الموسم الماضي. مع وجود عناصر مثل ندياي، الذي يلعب في العمق، ستكون أمامه فرص أفضل لتقديم أداء لافت، خاصة إذا تمكن من تحسين أدائه التهديفي وتمريراته الحاسمة، وهو ما يتطلب استمرارية ووقتًا للتكيف والتألق من جديد.
ختاماً
سيعتمد نجاح عودة جريليش على قدرته على استعادة مستواه وتقديم أداء مستمر، وهو ما سيحكمه التكيف مع أسلوب لعب إيفرتون، واستعادة حيويته وثقته. وإذا نجح في ذلك، فسيكون أمام فرصة لإعادة تأهيل مسيرته من جديد، وإضافة لحظات ممتعة لجمهور الفريق، واستعادة بريقه المفقود منذ سنوات.