مراقبة حدوث الكدمات بشكل متكرر أو ظهور بقع أرجوانية وزرقاء صغيرة قد يكون علامة على وجود أسباب أخرى تفسر سهولة تكوين الكدمات، لا تقتصر على الإصابات البسيطة فقط. فهي عبارة عن انعكاس لإصابة طفيفة في الأوعية الدموية تحت سطح الجلد، حيث يحدث تسرب بسيط للدم عند تلف هذه الأوعية، مما يسبب ظهور اللون الأزرق أو الأسود أو الأرجواني في المنطقة المصابة.
الأسباب التي تؤدي إلى تكوّن الكدمات بسهولة
تقدم البشرة مع التقدم في السن، خاصة بعد بلوغ الستين، يؤدي إلى ترقق الجلد وافياض الأوعية الدموية وضعفها، بحيث يصبح من السهل أن تتكسر، الأمر الذي يجعل الجسم أكثر عرضة لظهور الكدمات من دون أسباب واضحة. بالإضافة إلى ذلك، تناول أدوية سيولة الدم لعلاج مشاكل في القلب أو جلطات يجعل عملية تجلط الدم أبطأ، مما يؤدي إلى استمرار النزيف لفترة أطول وتراكم الدم تحت الجلد. كما أن تناول المكملات العشبية مثل الثوم والزنجبيل والكركم والجنبنغ والبابونج، والتي تؤثر على قدرة الدم في التجلط، قد يزيد من احتمالية تكوّن الكدمات غير المبررة.
نقص بعض الفيتامينات والمعادن، خاصة فيتامينات C وK، هو سبب آخر يُمكن أن يسبب ظهور الكدمات، إذ أن نقص فيتامين ج يؤثر على إنتاج الكولاجين، الضروري لمرونة الأوعية الدموية، مما يجعلها أكثر عرضة للتمزق. أما فقر الدم الناتج عن نقص الحديد فيسبب أيضًا سهولة ظهور الكدمات، خاصةً إذا صاحبه انخفاض في إنتاج الصفائح الدموية التي تساعد على إيقاف النزيف. كما أن نقص الحديد يسبب أعراض أخرى مثل الشحوب وضيق التنفس وضعف الأظافر.
هل يمكن تسريع شفاء الكدمة؟
يمكن تقليل مدة شفاء الكدمة باتخاذ إجراءات سريعة عند حدوثها، حيث يُنصح بوضع كيس من الثلج على المنطقة المصابة لمدة عشر دقائق عدة مرات يوميًا، إذ يساعد ذلك على تضييق الأوعية الدموية وتقليل النزيف وتكون اللون الأرجواني. تشير الأبحاث إلى أن الكدمات تمر بمراحل منها تغير اللون إلى الأخضر أو الأصفر قبل أن تتلاشى نهائيًا، وغالبًا ما يستغرق ذلك أسبوعين. إذا كانت الكدمة شديدة أو غير محسوبة أو تتكرر، فمن الضروري مراجعة الطبيب، خاصة إذا كانت مؤلمة جدًا أو لا تتحسن مع الوقت أو حدثت بعد عملية جراحية، حيث يحتاج الأمر لتقييم طبي سريع.
