تواجه فتاة نيجيرية صغيرة العديد من التحديات لتشجيع حلمها في كرة القدم، حيث بدأت تلعب في أحيائها مع الأولاد، ووجدت في الرياضة متنفسًا لهروبها من ظروف عائلتها الصعبة وغياب والديها. لم تكن تعرف والدتها، حيث نشأت مع جدتها التي كانت الوحيدة التي تدعمها وتشجعها على ممارسة اللعبة، رغم رفض والدها لاحقًا وتدخله لإيقافها لأنها فتاة.
لعبت زلفى عبد العزيز، البالغة من العمر 18 عامًا، في فريق اتحاد بسيون للسيدات، وبدأت مسيرتها بمجرد ارتباطها بالأولاد والمتعة في اللعب، ولم تتوقع أن تصل إلى مستوى احترافي. روت في حوار خاص أنها عاشرت جدتها منذ الطفولة، ولم تكن على علم بأمها إلا قبل أن تكبر قليلاً، وأنها لم تكن تتألم لغياب الوالدين، لأنها وجدت في جدتها وعمّتها من يلبي لها حاجتها للأمومة.
بعد عودة والدها للعيش معهما، حاول أن يمنعها من اللعب لأنه رأى أن الأمر غير مناسب لفتاة، إلا أن زلفى لم تتخلَ عن حلمها وأجرت خطوات خفية لممارسة كرة القدم، حيث كانت تعمل كبائعة متجولة لبيع الجوز والكولا لمساعدة جدتها. عندما توفيت جدتها في مصر، شعرت بحزن عميق، وتؤمن أن وفاتها كانت أصعب لحظة في حياتها، لكن ذلك لم يمنعها من مواصلة مسيرتها.
للحفاظ على حلمها، اختارت زلفى العيش لوحدها ومواصلة العمل كبائعة متجولة في الشوارع، لتوفير نفقات حياتها، فهي تبيع الحلويات صباحًا، وتتدرب في المساء، وتشارك في المباريات عندما تسمح الفرصة. تعرضت لمواقف تنمر كثيرة، خاصة لأنها محجبة وترتدي الحجاب أثناء لعبها، حيث سخر منها البعض ولقبوها بألقاب سيئة، لكنها تحملت وصمدت، مؤكدة أن الصبر هو مفتاح التغلب على الصعاب.
لقاء مع نيمار في قطر 2022
شاركَت زلفى في برنامج يحضر فيه نيمار جونيور، لاعب كرة القدم البرازيلي المعروف، وتعرفت عليه خلال مبادرة عالمية خاصة، حيث طلب البرنامج من المشاركين تصوير فيديو يظهر مهاراتهم في اللعب. لم تكن لاعبة محترفة وقتها، لذلك قدمت أمام الكاميرا لموهبتها الصغيرة حين كانت تلعب مع الأولاد مثلما تفعل دائمًا، وانتهى بها المطاف إلى مواجهة نيمار خلال التحدي.
تطمح زلفى إلى تمثيل منتخب نيجيريا للسيدات يوماً ما، وترغب أيضًا في الانضمام إلى النادي الأهلي. وفي نهاية حديثها، وجهت رسالة إلى زميلاتها من اللاعبات في نيجيريا، أكدت فيها على أهمية التمسك بالأحلام والصبر، وعدم الاستسلام أمام الظروف الصعبة، فالمثابرة والعمل الجاد هو الطريق لتحقيق الطموحات.