يُعاني الكثير من الأشخاص من حالات صحية مزمنة يصعب تشخيصها بسرعة من خلال ملاحظة مظهر الشخص أو عرض معين، حيث لا تظهر الحالة بشكل واضح أو واضح تمامًا. على سبيل المثال، الاكتئاب لا يقتصر على الحزن الشديد فقط، بل يتضمن مجموعة من الأعراض الدقيقة التي تؤثر على الجسد والعقل، ويجب الانتباه إليها للتعرف على الحالة بشكل مبكر. في هذا التقرير نتعرف على العلامات الخفية للاكتئاب وطرق الوقاية منه، بحسب موقع “Prevention”.
علامات اكتئاب مفاجئة تستدعي الانتباه
يبدأ البعض بملاحظة شعورهم بألم مزمن، حيث يتشارك الاكتئاب والألم في بعض الآليات البيولوجية والنواقل العصبية. أظهرت دراسة حديثة أن حوالي 56% من المصابين بالاكتئاب أو القلق يعانون من آلام مزمنة، مقابل 17% فقط لا يعانون من تلك الحالات. عند التعرض لحالة نفسية سلبية، يزداد حساسيتك تجاه الألم، وقد تلاحظ وجود آلام في المعدة أو الصداع، أو زيادة في حساسية الجسم للألم بشكل عام. كما يُلاحظ أن بعض المصابين بالاكتئاب يُعانون من زيادة الوزن، حيث تشير الدراسات إلى أن الاكتئاب يزيد من احتمالية السمنة، والعكس صحيح، إذ أن السمنة تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب. مع ذلك، هناك من يُقال إنه قد يفقد بعض الأشخاص وزنهم نتيجة ضعف الشهية الناتج عن الاكتئاب. خصوصًا أن مشاعر الغضب تكثر مع الحالة النفسية السيئة، وتصبح التذمر هو السمة السائدة، وهو ما قد يُعد علامة على الاكتئاب. يشعر البعض أيضًا بالملل بسهولة، حيث تتلاشى لديهم دوافع النهوض والعمل أو التواصل الاجتماعي، ويصبحون بارعين في إظهار برودهم وعزلتهم. إضافة إلى ذلك، يُلاحظ أن بعض الأشخاص يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مفرط، سواء لتصفح أو للألعاب، كنوع من الهروب من مشاعرهم أو الشعور بالوحدة، وهو سلوك أكثر شيوعًا بين المصابين بالاكتئاب. ويواجه البعض صعوبة في اتخاذ القرارات الصغيرة اليومية، مثل اختيار الملابس أو تناول الإفطار، وهو علامة على اضطراب نفسي قد يكون ناتجًا عن الاكتئاب. كما يُلاحظ أن النظافة الشخصية تتدهور مع الحالة، وتختفي رغبة المصاب في العناية بنفسه، وهو أمر قد يتطور إلى مشكلة أكبر إذا لم يُعالج. يعاني المصابون أيضًا من اضطرابات في النوم، حيث قد يواجهون صعوبة في النوم أو يبقون نيامًا لفترات طويلة، ويعتبر النوم غير المنتظم من علامات الاكتئاب المهمة، إذ ترتبط قلة النوم أو الإفراط فيه بزيادة احتمالات الإصابة به.
طرق الوقاية من الاكتئاب
رغم عدم وجود وسيلة مضمونة للوقاية من الاكتئاب، إلا أن الالتزام بعادات صحية في نمط الحياة يمكن أن يقلل من احتمالية ظهوره بشكل كبير. يُنصح بتقليل التوتر من خلال ممارسة تقنيات الاسترخاء والتحكم في القلق، بالإضافة إلى أهمية الرعاية الذاتية والاعتناء بالنفس، والحفاظ على علاقات اجتماعية مستقرة ومتوازنة. يُفضل أيضًا تنظيم الوقت والنوم بشكل منتظم، وتناول الطعام الصحي، وممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم، إذ أن تلك العادات تساهم بشكل فعال في تقليل خطر الإصابة بالاكتئاب والحفاظ على صحة نفسية وجسدية جيدة. الابتعاد عن مصادر الضغط والتوتر، وتنمية مهارات التعامل معها، من شأنه أن يُوفر بيئة أكثر استقرارًا، ويوازن مشاعر الشخص، مما يقلل من احتمالات التعرض لمشاكل نفسية مزمنة.
