يقع الكثيرون في خطأ اعتبار ألم الظهر المفاجئ والحاد، خاصةً في أسفل القفص الصدري أو أسفل الظهر، كإجهاد عضلي بسيط، ولكن في بعض الحالات، يمكن أن يكون علامة على وجود حصوات في الكلى تحتاج إلى عناية فورية لتجنب المضاعفات التي قد تصل إلى تلف الكلى.
يختلط على مرضى كثيرين الفرق بين ألم حصوات الكلى والألم العادي للظهر، مما يؤدي إلى تأخير التشخيص وزيادة خطر حدوث مضاعفات. فالألم الناتج عن حصوات الكلى يكون حادًا ومتشنجًا، ويشع من الظهر إلى البطن أو الفخذ، على عكس ألم العضلات الذي يتغير بتغير وضعية الجسم، وأحيانًا يظهر على شكل موجات لا تخف مع الحركة. من العلامات التحذيرية الأخرى وجود دم في البول، حرقان أثناء التبول، غثيان وقيء، أو ضعف تدفق البول في حالات الانسداد.
الأعراض والمضاعفات المحتملة
تعتبر أعراض حصوات الكلى مستعجلة، حيث يمكن أن تؤدي إلى انسداد المجاري البولية، مما يسبب زيادة الضغط وتأثير سلبي على وظائف الكلى، ويصاحب ذلك ارتفاع مستوى الكرياتينين في الدم، وهو مؤشر على تدهور وظيفة الكلى إذا لم تُعالج الحالة بسرعة.
التشخيص المبكر ودور الفحوصات
يساعد التقييم المبكر على تحديد مدى حاجة الحالة إلى علاج جراحي أو إمكانية مرور الحصوة من تلقاء نفسها. عند الاشتباه بوجود حصوات في الكلى، يوصي الأطباء بأجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية للبطن، وفحوصات للبول والكرياتينين في الدم، لمعرفة حجم الحصوة، مكانها وتأثيرها على الكلى.
خيارات العلاج بناءً على حجم الحصوة
إذا كانت الحصوات صغيرة بحجم أقل من سنتيمتر واحد وكانت وظائف الكلى طبيعية، عادةً ما يُكتفى بالأدوية، زيادة تناول السوائل، وتخفيف الألم، وغالباً ما تتجاوز الحصوات الصغيرة من تلقاء نفسها. أما الحصوات أكبر من ذلك أو الحالات المعقدة، فقد يحتاج الأمر إلى فحوصات بالأشعة المقطعية، وتستخدم طرق متقدمة مثل تفتيت الحصوات بالليزر، لتفتيتها إلى أجزاء صغيرة، مما يسهل خروجها ويقلل من الألم.
الحفاظ على ترطيب الجسم بشكل جيد، وتعديل النظام الغذائي وفقًا لنوع الحصوة، والمتابعة الدورية مع الطبيب، من أهم الخطوات لمنع تكرار الحالة وتجنب تطور المضاعفات. بعد نوبة واحدة، تزداد فرصة تكرر الحصوات، لذلك الوقاية مهمة جدًا لصحة الكلى على المدى الطويل.
ترك الحصوات دون علاج يمكن أن يسبب تلفًا دائمًا في الكلى، وتدهور في وظيفتها، لذلك من المهم التشخيص المبكر، والمتابعة الدقيقة، واتباع النصائح الوقائية للحفاظ على صحة الكليتين وضمان أداء وظائفهما بشكل سليم.