شهدت المنتجات العشبية إقبالًا متزايدًا في السنوات الأخيرة، رغم أن استخدامها يعود لعقود طويلة في طب الأيورفيدا، حيث كانت تُشرب على شكل شاي أخضر أو تُستخدم كمكملات صحية. وتُعتبر الأعشاب مثل الكركم والأشواجاندا من أبرز تلك المنتجات، لما لها من فوائد صحية متعددة، تشمل تحسين صحة القلب، وتعزيز المناعة، وخفض مستويات السكر في الدم. ومع ذلك، كشفت دراسة حديثة أن العديد من هذه المكملات العشبية قد تحتوي على مكونات طبيعية قد تكون ضارة، خاصة عند استهلاكها بشكل مفرط أو بدون رقابة مناسبة.
مخاطر المكملات العشبية وتسمم الكبد
أظهرت دراسة منشورة في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية أن ملايين الأشخاص يتناولون مكملات غذائية وأعشاب تحتوي على مواد قد تكون سامة للكبد، مما يؤدي إلى تلفه وزيادة نسبة التسمم الكبدي. من بين النباتات الأكثر شيوعًا المسببة لهذه المشكلة الكركم ومستخلص الشاي الأخضر، بالإضافة إلى غارسينيا كامبوجيا، والكهوش الأسود، وأرز الخميرة الحمراء، والأشواجاندا. ويُشار إلى أن انتشار استخدام هذه المنتجات وأسبابها بين عامة الناس لا تزال غير واضحة بشكل كامل.
المنتجات المرتبطة بتسمم الكبد
قالت الدكتورة أليسا ليخيتسوب، إن الاهتمام بدأ عندما ظهرت حالات سمية الكبد بين مستخدمي الأعشاب والمكملات، خاصة في دراسة جارية مدعومة من المعاهد الوطنية للصحة، حيث كانت غالبية المنتجات التي تسبب التسمم تتمثل في الفيتامينات المتعددة، المعادن، وفيتامين د، وأحماض أوميغا 3، والكالسيوم، مع وجود مكونات مذكورة بشكل واضح على الملصقات. ومع ذلك، فإن استخدام هذه المكملات غير منظم، ما يترك الباب مفتوحًا لوجود مكونات غير معلنة أو غير موثوقة.
مخاطر وجود مكونات مجهولة في المكملات
يشير خبراء إلى أن بعض المكملات الغذائية قد لا تكون فعالة أو قد تحمل مخاطر صحية، بسبب عدم الدقة في تركيبها. وأكد روبرت فونتانا، أن اختبارات تحليلية أظهرت أن هناك تفاوتًا يصل إلى 50% بين المكونات المعلن عنها على الملصق وما هو موجود فعليًا في المنتج. يثير ذلك قلقًا كبيرًا، لأنه عند شراء مكمل معين، لا يمكن الاعتماد دائمًا على مكوناته، وقد يكون ذلك خطيرًا على الصحة. وتوضح الدراسة أن وضع الملصقات على تلك المنتجات يفتقر إلى التنظيم الكافي، مما يعرض المستهلكين للخداع والمخاطر الصحية الناتجة عن مكونات غير معلنة أو ضارة.