رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

كيف يرفع النقرس من احتمالية الإصابة بالسكر من النوع الثاني

شارك

يؤدي تناول كميات زائدة من الفاكهة والأطعمة المصنعة إلى خلق حلقة مفرغة تؤثر بطريقة سلبية على الصحة الأيضية، حيث يترتب على تراكم بلورات حمض اليوريك في المفاصل التهاب وألم شديدين، ويحدث النقرس عندما يرتفع حمض اليوريك بشكل زائد في الدم، وهو نفايات ناتجة عن تحلل البيورينات الموجودة طبيعيًا في الجسم والأطعمة، وعندما يعجز الجسم عن التخلص منه بكفاءة عن الكلى، يتراكم ويؤدي إلى النقرس.

أما مرض السكري من النوع الثاني، فهو حالة مزمنة تؤثر على قدرة الجسم على استخدام سكر الدم بشكل فعال، حيث يواجه مقاومة للأنسولين التي تنظم مستويات السكر، مما يؤدي إلى ارتفاع الجلوكوز في الدم بشكل متواصل، وهو ما يسبب تلف الأعضاء والأعصاب والأوعية الدموية على المدى الطويل.

العلاقة بين النقرس ومرض السكري

تشير الدراسات إلى أن الأشخاص المصابين بالنقرس يكونون أكثر عرضة للإصابة بداء السكري من النوع الثاني، ويرجع ذلك إلى التهابات مستمرة وارتفاع حمض اليوريك الذي يضعف حساسية الأنسولين ويؤثر على التوازن الأيضي، مما يصعب السيطرة على سكر الدم مع الوقت. ويظهر هذا الارتباط بشكل أوضح لدى النساء، حيث غالبًا ما يكون لديهن تأثيرات أكبر بين المرضين، ومن المهم أن يراقب الأطباء هذه الحالات مبكرًا لاكتشاف الخطر واتخاذ الإجراءات الوقائية.

كيف تؤثر مقاومة الأنسولين على المرضين؟

يكمن الرابط الرئيسي بين النقرس ومرض السكري في مقاومة الأنسولين، إذ يعطل حمض اليوريك إشارات الأنسولين ويقلل من قدرة الجسم على استخدام الجلوكوز، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر، وفي المقابل يضعف مقاومة الأنسولين إفراز حمض اليوريك عبر الكلى ويرفع مستوياته، مما يعزز نوبات النقرس. تتداخل أيضًا عوامل وراثية تؤثر على استقلاب الدهون والجينات المسؤولة عن الالتهابات والتعامل مع حمض اليوريك والجلوكوز، مما يجعل العلاقة بين المرضين أكثر تعقيدًا.

هل يقلل مرض السكر من خطر النقرس؟

هناك ملاحظة مثيرة، وهي أن بعض أشكال داء السكر، خاصة من النوع الأول، قد تقلل من احتمالية الإصابة بالنقرس، مع أن ارتفاع مستويات السكر قد يثبط الاستجابات الالتهابية، الأمر الذي يقلل من نوبات النقرس. ومع ذلك، يتطلب الأمر موازنة هذا التأثير الوقائي مع مخاطر المضاعفات طويلة المدى للسكري غير المسيطر عليه، مثل تلف القلب والكلى.

طرق إدارة مرض النقرس والسكري بفاعلية

تُعزز السيطرة على الحالتين من خلال الحفاظ على وزن صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، لأنها تقلل من مقاومة الأنسولين وتقلل تراكم حمض اليوريك، بالإضافة إلى تناول نظام غذائي متوازن ومنخفض البيورينات، يتضمن أطعمة غنية بالألياف والبروتين الخالي من الدهون، مع تقليل اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية والمشروبات السكرية التي ترفع احتمالية نوبات النقرس وتؤثر على استقرار سكر الدم.

كما يجب الحرص على شرب كميات كافية من الماء طوال اليوم، لأنه يساهم في تحسين وظيفة الكلى وطرد حمض اليوريك من الجسم، مما يقلل من تكوين البلورات بالمفاصل ويخفف نوبات النقرس. وفي بعض الحالات، قد يصف الأطباء أدوية لعلاج مرض السكري، مع تعديل أدوية خفض حمض اليوريك مثل الألوبيورينول أو فيبوكسوستات، لضمان السيطرة على كلا المرضين بشكل متوازن.

ويُبرز فهم العلاقة بين النقرس والسكري ضرورة المراقبة المستمرة لتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والكلى، مع تبني نمط حياة صحي واستخدام الأدوية وفقًا لتوجيهات الطبيب، بهدف تحسين جودة الحياة وتقليل المضاعفات على المدى الطويل.

مقالات ذات صلة