تظهر البثور بين أنفك وشفتك العليا بشكل متكرر، وتعرف باسم “مثلث الموت” أو “مثلث الخطر” عند أطباء الجلد، لأنها منطقة خطرة جدًا بسبب المسار المباشر للدم من خلالها إلى الدماغ. فالمشكلة التي تبدو صغيرة قد تتفاقم وتسبب حالات صحية خطيرة إذا لم تُعالج بشكل صحيح، كما أوضح تقرير نشرته مجلة تايمز أوف إنديا.
وقد حدثت حالات صحية خطيرة بسبب فقع البثور في هذه المنطقة، حيث إصابة امرأة في نيويورك بكيس دهني قرب أنفها أدت إلى تورم وجهها لدرجة كبيرة بعد ساعات قليلة، مما اضطرها إلى الدخول إلى العناية المركزة، وأُعطيت أدوية تشمل مضادات حيوية وستيرويدات. وفي موقف آخر، حاول رجل فقع بثرة في نفس المنطقة مما تسبب له في تسمم دم، وأدت إلى تضرر أنسجته وإزالة الأطباء للأنسجة المصابة والصديد من جسده لإنقاذ حياته.
لماذا تعتبر هذه المنطقة خطيرة؟
ترتبط أوردة الأنف والشفاه العليا مباشرةً بالجهاز الدموي إلى المخ عبر الجيب الكهفي، والنظرة الحديثة تؤكد أن شبكة الأوردة القائمة في المنطقة هي المسؤولة، وليس نقص الصمامات كما كان يُعتقد سابقًا. إذا دخلت بكتيريا من أصابع اليد أو غيرها إلى هذه الأوردة، يمكن أن تنتقل مباشرةً إلى الدماغ، مسببة أمراضًا خطيرة مثل تخثر الجيب الكهفي، خراج الدماغ، التهاب السحايا أو حتى الموت في الحالات القصوى. لذلك، ينصح الأطباء بعدم فقع أو تفريغ البثور في تلك المنطقة، لأنها مليئة بالأوردة وقريبة جدًا من الدماغ، ويمكن أن تؤدي إلى كارثة صحية خطيرة.
طرق صحية لعلاج البثور في المنطقة بين الأنف والشفة العليا
يُفضل استخدام كمادات دافئة لأنها تساعد على تصريف محتوى البثرة بشكل طبيعي دون الحاجة إلى فرك أو فرقعة، حيث يُنقع قطعة قماش نظيفة في ماء دافئ ثم تُضغط برفق على المنطقة المصابة لمدة تتراوح بين 10 إلى 15 دقيقة. كما أن لطخات حب الشباب التي تحتوي على مواد غروانية مائية تعمل على سحب القيح وتخفيض التورم، مما يقلل من احتمالية تدهور الحالة والإصابة بالعدوى.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام العلاجات الموضعية مثل بنزويل بيروكسايد أو حمض الساليسيليك بعد استشارة الطبيب، لأنها تساعد على تقليل حجم البثرة بشكل آمن ودون الإضرار بالجلد. وإذا كانت البثرة كبيرة أو مؤلمة بشكل ملحوظ، ينصح بمراجعة طبيب جلدية يمكنه تصريفها بشكل آمن باستخدام أدوات معقمة أو حقنة كورتيزون إذا استدعى الأمر، لضمان عدم حدوث مضاعفات صحية خطيرة.