استخدم فريق بقيادة البروفيسور جيمس كولينز في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا خوارزميات الذكاء الاصطناعي التوليدي لفحص نحو 36 مليون مركب وتصميم مضادات حيوية جديدة قد تقتل بكتيريا مقاومة للأدوية مثل السيلان والمكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين.
درّب الباحثون الذكاء الاصطناعي على تراكيب مركبات معروفة وبيانات عن قدراتها على إعاقة نمو أنواع بكتيرية مختلفة، واستبعدوا أي مركبات تشبه بشدة المضادات الحيوية الحالية أو قد تكون سامة للبشر. ونفذ الفريق نهجين: أحدهما يبحث في ملايين القطع الكيميائية والآخر يترك للذكاء الاصطناعي السيطرة الكاملة على عملية التصميم.
النتائج والتحديات
أنتج الذكاء الاصطناعي عقارين مبتكرين أثبتا قدرتهما على قتل جراثيم مقاومة في تجارب مخبرية وعلى حيوانات، ويصف بعض الخبراء العمل بأنه يفتح إمكانات كبيرة وربما يدشن “عصرًا ذهبيًا ثانيًا” لاكتشاف المضادات الحيوية. وأشار دكتور أندرو إدواردز إلى أن الدراسة تحمل “إمكانات هائلة”، واعتبر البروفيسور كريس داوسون أنها “خطوة مهمة”، بينما حذر البروفيسور كولينز من أن الحاجة ما زالت قائمة لنماذج أفضل لكي يساعد الذكاء الاصطناعي فعلاً في معالجة العدوى المقاومة.
تواجه التقنية تحديات عملية: صعوبة تصنيع التصاميم أدى إلى إنتاج دوائين فقط من أصل 80 تصميمًا أوليًا، ويُنصح باستخدام المضاد الحيوي الجديد المصمم لعلاج العدوى المقاومة بأقل قدر ممكن للحفاظ على فعاليته. كما أن الأدوية بحاجة إلى تحسين وإجراء تجارب سريرية قد تستغرق سنة إلى سنتين قبل أن تصبح قابلة للوصف للمرضى.
تأتي هذه الجهود في سياق عالمي خطير؛ فقد سجلت دراسات أن مقاومة المضادات الحيوية تسببت في ما لا يقل عن مليون حالة وفاة سنويًا منذ عام 1990، بينما حاولت هيئات صحية مثل هيئة الخدمات الصحية البريطانية تقليل وصف المضادات الحيوية رغم كتابة 37 مليون وصفة في المملكة المتحدة عام 2023 مقابل 36 مليون في 2022 و31 مليون في 2020. وعلى صعيد الأمراض محل الاهتمام، تم تشخيص نحو 71,802 حالة سيلان في 2024 بحسب أرقام الحكومة، وسُجلت 910 حالات إصابة بالمكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين في إنجلترا من 2023 إلى 2024، بزيادة 15.6% عن العام السابق.