يُعد الشيب المبكر علامة قد تشير إلى مشكلات صحية جهازية وليست مجرد دليل على التقدم في العمر.
أسباب الشيب المبكر
يسبب نقص فيتامين ب12 انخفاض نشاط الخلايا الصبغية في بصيلات الشعر ما يؤدي إلى الشيب المبكر، ويصاحب هذا النقص غالبًا أعراض تعب وفقر دم واضطرابات عصبية وتغيرات في الشعر.
تؤثر اضطرابات الغدة الدرقية على عملية الأيض ونشاط بصيلات الشعر، سواء كان قصورًا أو فرط نشاط، فتتعطل إنتاج صبغة الميلانين مما يسرع ظهور الشيب إلى جانب جفاف أو ترقق الشعر.
تهاجم بعض أمراض المناعة الذاتية الخلايا الصبغية وبصيلات الشعر مباشرةً؛ فالبهاق يسبب فقدانًا موضعيًا للصبغة والثعلبة البقعية تؤدي إلى تساقط الشعر ثم نموه أحيانًا رماديًا أو أبيض، وتزداد نسبة الشيب المبكر عند المصابين بأمراض مناعية.
ترتبط بعض المتلازمات الوراثية بظهور الشيب المبكر كجزء من اضطرابات جهازية متعددة الأعضاء، وتظهر هذه الحالات مع علامات سريرية أخرى تعتمد على المرض الوراثي نفسه.
تؤدي الاختلالات الغذائية والأيضية مثل نقص الحديد، حمض الفوليك، الزنك، والنحاس إلى إضعاف نشاط بصيلات الشعر، كما أن السمنة وارتفاع ضغط الدم واختلال وظائف الكبد تزيد الإجهاد التأكسدي وتسرع فقدان وظيفة الخلايا الصبغية.
لماذا يتحول الشعر إلى اللون الرمادي؟
يتحدد لون الشعر بمادة الميلانين التي تصنعها الخلايا الصبغية داخل البصيلات، ومع التقدم في العمر أو عند التعرض للإجهاد التأكسدي أو اضطراب وظائف الأعضاء تُستنزف الخلايا الجذعية الصبغية في البصيلة، فإذا عجزت هذه الخلايا عن التجدد ينمو شعر جديد بلا صبغة فيظهر رماديًا أو أبيض.
كيف يسرّع التوتر الشيب؟
يؤثر التوتر الحاد على الجهاز العصبي الودي فيُفرز النورإبينفرين الذي يجبر الخلايا الجذعية الصبغية على الإفراط في العمل فتنفد مخزوناتها، وقد أظهرت دراسات حيوانية أن هذا يؤدي إلى فقدان دائم للخلايا الصبغية، مما يسرع الشيب لدى الأشخاص المهيئين وراثيًا.
الشيب المبكر وعلاقته بصحة القلب
تشترك آليات الشيب ومرض الشرايين التاجية مثل الإجهاد التأكسدي وتلف الحمض النووي وشيخوخة الأوعية الدموية، وأظهرت دراسات ارتباطًا بين الشيب المبكر وزيادة مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية بغض النظر عن العمر والعوامل العائلية، مما يجعل الشيب في بعض الحالات علامة تحذيرية تستدعي تقييمًا للوقاية القلبية.
هل يمكن عكس الشيب؟
لا يمكن عكس الشيب الناتج عن التقدم في العمر، لكن الشيب المبكر الناتج عن أسباب قابلة للعلاج قد يتحسن إذا عُولج السبب مبكرًا؛ فتصحيح نقص الفيتامينات والمعادن مثل فيتامين ب12 وحمض الفوليك والنحاس والزنك قد يستعيد تصبغًا جزئيًا في بعض الحالات، وعلاج اضطرابات الغدة الدرقية وتنظيم الوظائف الهرمونية يساعد على استقرار بصيلات الشعر، أما العلاجات التقليدية مثل زيت الأملا فشواهدها العلمية محدودة.
الوقاية والعناية
يمكن تقليل خطر الشيب المبكر بدعم الصحة العامة عبر نظام غذائي متوازن غني بفيتامينات ب والمعادن الضرورية، وإدارة التوتر باستخدام تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا والتأمل وتمارين التنفس، والإقلاع عن التدخين وممارسة الرياضة المنتظمة لتقليل الإجهاد التأكسدي، كما تساعد العناية بفروة الرأس باستخدام زيوت مغذية ونظافة مناسبة في الحفاظ على صحة البصيلات، ويُنصح بالخضوع لفحوصات طبية دورية لفحص وظائف الغدة الدرقية ومستويات الفيتامينات وفحوصات القلب والأوعية الدموية عند الاقتضاء.
