يُعدّ الكافيين عنصرًا أساسيًا في روتين الكثيرين، ويوجد في القهوة والشاي والمشروبات الغازية والشوكولاتة وغيرها، ويُشاد به لتعزيز اليقظة والطاقة، لكن أبحاثًا متزايدة تشير إلى أنه قد يزيد مستويات القلق خاصة لدى الأشخاص الحساسين أو المصابين بمشكلات نفسية سابقة، وفقًا لتقرير موقع “تايمز أوف انديا”.
ينشط الكافيين الجهاز العصبي المركزي، وقد يسبب أعراضًا جسدية مثل تسارع ضربات القلب والأرق وزيادة التوتر، ومع أن تناوله باعتدال آمن عمومًا، فإن الإفراط فيه أو تناوله في أوقات غير مناسبة قد يضر بالصحة النفسية.
ماذا يقول العلم عن العلاقة بين الكافيين والقلق؟
قد يؤدي الكافيين إلى تفاقم اضطرابات القلق الموجودة، فالأشخاص المصابون بقلق عام أو قلق اجتماعي أو اضطراب الهلع قد تزداد أعراضهم بشكل ملحوظ بعد تناول الكافيين. أظهرت مراجعات ودراسات أن تناول الكافيين يمكن أن يثير نوبات هلع لدى من يعانون من اضطراب الهلع؛ فقد شملت تحليلات عدة دراسات مئات المرضى ووجدت أن نسبة كبيرة منهم أصيبت بنوبة هلع بعد تناول الكافيين بينما لم يحدث ذلك مع الدواء الوهمي، كما أن الكافيين قد يفاقم الأحاسيس الجسدية كزيادة نبض القلب والتوتر مما يحفز أعراض الهلع أو يزيدها.
قد يزيد الكافيين أيضًا من خطر الشعور بالقلق لدى الأفراد الأصحاء، وخاصة عندما يؤثر على النوم، لأن النوم يلعب دورًا أساسيًا في تنظيم المشاعر، وإذا أبقى الكافيين الشخص مستيقظًا أو قلل جودة نومه فقد يتفاقم القلق تدريجيًا.
الكمية والحساسية
تُوصَى عمومًا للبالغين بالحد من تناول الكافيين إلى حوالي 400 ملغ يوميًا، ومن يستهلك 400 ملغ أو أكثر يوميًا يكون أكثر عرضة للقلق ممن يستهلكون أقل، ومع ذلك تختلف حساسية الأفراد للكافيين بسبب الجينات وسرعة الأيض، فهناك من يشعر بتوتر أو اضطراب في النوم أو أفكار مقلقة حتى مع كميات معتدلة.
انسحاب الكافيين
يمكن أن يؤدي الاستخدام المنتظم للكافيين إلى اعتماد جسدي، وعند التوقف المفاجئ قد تظهر أعراض انسحاب تتداخل مع القلق مثل الصداع والتهيج والتعب وصعوبة التركيز وزيادة معدل ضربات القلب واضطراب هضمي وأعراض شبيهة بالقلق، وتبدأ هذه الأعراض غالبًا خلال 24 ساعة وقد تستمر حتى نحو تسعة أيام، لكنها مؤقتة ويشعر معظم الناس بتحسن بعد زوالها.
مصادر مخفية يجب الحذر منها
قد يقلل كثيرون من تقدير كمية الكافيين المتناولة لأنه لا يقتصر على القهوة والشاي فقط، بل يوجد أيضًا في مشروبات الطاقة والمشروبات الغازية واللبان والآيس كريم بنكهة القهوة والشوكولاتة ومنتجات الكاكاو بالإضافة إلى بعض الأدوية المتاحة دون وصفة مثل مسكنات الألم وعلاجات البرد والإنفلونزا، لذا من المهم معرفة كل المصادر إذا كنت تحاول تقليل الاستهلاك.
نصائح لإدارة الكافيين والقلق
إذا شككت أن الكافيين يؤثر على قلقك، فابدأ بتتبع كل مصادره اليومية، وقلل الكمية تدريجيًا لتفادي أعراض الانسحاب بدل الإيقاف المفاجئ، وحاول تجنب تناول الكافيين بعد الساعة الثانية ظهرًا لأن تأثيره قد يستمر 6 إلى 8 ساعات ويعطل النوم، واجرب بدائل خالية من الكافيين أو مشروبات الأعشاب للاسترخاء، واستمع إلى جسدك—إذا كان يسبب لك القلق أو الأرق باستمرار ففكر بتقليله أو إيقافه لأن قدرة التحمل تختلف من شخص لآخر.