رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

حادث أطفال دلجا في المنيا.. الغيرة المرضية “اضطراب” يستدعي العلاج

شارك

عثرت الأجهزة الأمنية في مركز دير مواس بمحافظة المنيا على جثث أسرة كاملة، فثار القلق وراحت الشائعات تتحدث عن مرض غامض أو تسمم، لكن وزارة الداخلية أوضحت أن الحادث جريمة مقصودة نفذتها زوجة الأب بعد أن وضعت السم في طعام أبناء زوجها.

أشارت التحريات إلى أن الدافع كان غيرة اشتعلت داخل الزوجة الثانية عندما علمت بنية زوجها إعادة زوجته الأولى إلى عصمته، فتحوّلت الغيرة إلى رغبة في الانتقام وارتكبت الجريمة بدم بارد دون مبرر إنساني.

الغيرة المرضية ومتلازمة عطيل

تتحول الغيرة العادية إلى مرضية حين تصبح هواجس مستمرة وأفكاراً قهرية تدفع صاحبها للشك المستمر وإيذاء الآخر، وهناك صورة معروفة من هذا النوع تسمى متلازمة عطيل أو Othello Syndrome، نسبة لشخصية عطيل في مسرحية شكسبير التي قتل فيها البطل زوجته بعد أن وقع في فخ الشك الوهمي.

الفرق بين الغيرة الطبيعية ومتلازمة عطيل

الغيرة في العلاقات أمر طبيعي إذا بقيت ضمن حدود معقولة، أما متلازمة عطيل فاضطراب نفسي يستدعي علاجاً فورياً، حيث يصاحبها انعدام ثقة بالنفس، ضعف تقدير الذات، شك دائم يصل إلى درجة مراقبة العالم كله بغرض إثبات خيانة غير موجودة.

أعراض الغيرة المرضية

تتضمن الأعراض غيرة مفرطة وغير منطقية تجاه أي تعامل للطرف الآخر مع الآخرين، تصديق أفكار وهمية بلا دليل، خوف مفرط من الانفصال، ردود فعل عنيفة وغير متناسبة، سيطرة الغضب والعدوانية، وسلوكيات مراقبة وسيطرة مفرطة على تفاصيل حياة الشريك.

من الأكثر عرضة؟

تشير التقارير إلى أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة عطيل من النساء، وغالباً ما ترتبط الحالة باضطرابات نفسية أخرى مثل الفصام أو الذهان، أو بإدمان الكحول والمخدرات، ويبرر المريض سلوكه بأنه يثق في شريكه لكنه لا يثق بالمحيطين به، ما يدفعه إلى البحث عن “أدلة” غير موجودة.

التأثير على الصحة وطرق العلاج

لا تقتصر آثار الغيرة المرضية على العلاقة فقط، بل تؤثر على الصحة العقلية فتسبب أفكاراً مزعجة وسلوكيات قهرية وقلقاً واكتئاباً، وقد تظهر أعراض جسدية مثل خفقان القلب والصداع وفقدان الشهية وارتفاع ضغط الدم واضطرابات النوم وتأثر الجهاز المناعي. يبدأ العلاج بالاعتراف بالمشكلة وطلب مساعدة مختص في الصحة النفسية، ويشمل تعزيز الثقة بالنفس واحترام الذات، تدريباً على تحليل الأفكار السلبية وتحديها، ممارسات استرخاء مثل التنفس العميق واليقظة الذهنية، تحسين التواصل الصادق مع الشريك، تقليل سلوكيات المراقبة، واللجوء للعلاج السلوكي المعرفي مع الطبيب النفسي، وقد تُستخدم أدوية مضادة للقلق أو مضادة للذهان في الحالات المتقدمة.

مقالات ذات صلة