احذر وخز الأصابع أو ألم المعصم بعد جلسة كتابة طويلة؛ فهذه إشارات أن الضغط المتكرر على معصمك قد يسبب ألمًا ومع مرور الوقت يزداد الضرر إن لم تتصرف.
فهم المخاطر: الكتابة وأعصاب الرسغ
تنتج متلازمة النفق الرسغي عن انضغاط العصب المتوسط عند مروره في نفق ضيق داخل المعصم، وتظهر بأعراض مثل الخدر والوخز وضعف الإبهام والسبابة والوسطى ونصف البنصر، ما ينعكس على قوة القبضة والدقة في الحركة.
وضعية المعصم وتأثيرها
أظهرت دراسات أن إبقاء المعصم ممدودًا بزاوية تزيد عن 20 درجة أثناء الكتابة يزيد خطر المتلازمة، وفي إحدى الدراسات على عمال الكمبيوتر كانت نسبة الأيدي التي أبدت علامات سريرية وعصبية للمشكلة تقارب 17% في تلك الوضعية. كما بينت دراسة مخبرية أن كتابة متكررة لمدة 30 دقيقة قد تسبب تورمًا مؤقتًا في العصب المتوسط، يعاود الاختفاء بعد راحة تقارب 30 دقيقة، بينما تربط دراسات أخرى التعرض التراكمي طويل الأمد على لوحة المفاتيح بزيادة المخاطر بنمط جرعة-استجابة، أي أن ساعات الكتابة على مدى سنوات ترتبط بارتفاع الخطر بغض النظر عن عوامل أخرى.
ماذا يحدث عند ضغط العصب؟
يزيد الضغط داخل النفق الرسغي من ضغط السائل داخل العصب، وقد يؤدي ذلك إلى فقدان الميالين الذي يحيط بالألياف العصبية وتغيرات في أنسجة العصب، وإذا تُركت هذه التغيرات لفترات طويلة فقد تصبح مزمنة وقد يصعب عكسها لاحقًا.
كيف تحمي معصمك أثناء الكتابة
حافظ على معصميك مستقيمين وليس منحنيين لأعلى أو أسفل، واضبط لوحة المفاتيح والماوس بحيث تكون ساعداك موازيتين للأرض ومرفقاك بزوايا قريبة من 90–110 درجة، وفكر في استخدام لوحات مريحة أو تصميمات منقسمة لتقليل انحراف المعصم. خذ فترات راحة كل 30–60 دقيقة وأجرِ تمارين تمدد خفيفة أو دورانًا للمعصم، ومارس تمارين لمرونة المعصم والأصابع وتقوية قبضة خفيفة لتحسين الدورة الدموية وتقليل التصلب، وانتبه لأعراض الخدر أو فقدان القوة واطلب تقييمًا طبيًا مبكرًا لأن التدخل المبكر يكون أكثر فعالية.
الخلاصة
تساهم الكتابة المستمرة في زيادة ضغط عصب المعصم خاصة عند وجود وضعية خاطئة وساعات عمل طويلة وإجهاد متكرر، لكن الكتابة بحد ذاتها لا تعني بالضرورة تلفًا عصبيًا دائمًا؛ فالعوامل البيئية وفترات الراحة والتشريح الشخصي والحالة الصحية تحدد النتيجة، واتباع عادات صحية ووضعية محايدة وفواصل وتمارين يقلل كثيرًا من المخاطر على المدى الطويل.