رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

بدون أدوية.. طبيب أعصاب يشرح كيفية الاعتماد على مسكنات الجسم الطبيعية لعلاج الألم

شارك

نشر موقع CNN مقتطفات من كتاب “لا داعي للألم” للدكتور سانجاي جوبتا، جراح أعصاب، تشرح تعقيدات الألم وعلاقته بالدماغ واستراتيجيات لمكافحته تتجاوز المسكنات التقليدية وكمادات الحرارة أو البرودة.

صعوبة قياس الألم

اعتبر جوبتا أن قياس شدة الألم صعب لأن أسبابه تختلف من شخص لآخر وتختلف قدرة كل شخص على التحمل، كما أن الألم ليس مجرد إحساس جسدي بل يتداخل معه المزاج ونظم الجسم المختلفة.

المسكنات الطبيعية داخل الجسم

أنتج الجسم مواد أفيونية داخلية تُسمى الإندورفينات تعمل كمسكنات طبيعية وتؤثر أيضًا في المزاج والإدراك. هذه المواد ترتبط بمستقبلات الأفيون على خلايا الدماغ والحبل الشوكي فتُحدث تغييرات كيميائية تخفف الألم وتنتج شعورًا بالمتعة. النظام الأفيوني الداخلي يشارك كذلك في تنظيم المشاعر وتكوين الخلايا العصبية والمرونة العصبية والتعلم ومعالجة المكافأة.

كيف تختلف عن الأفيونات الخارجية

تتشابه آلية عمل الإندورفينات مع المواد الأفيونية المأخوذة من الأدوية لكن تطور الجسم جعل ضبط عملها واستقلابها دقيقًا، مما يقلل من مشاكل مثل بطء التنفس أو الاعتماد التي قد تظهر مع الأفيونات الخارجية. وفي حالات الضغط الشديد تُفعّل استجابة القتال أو الهروب الجهاز الأفيوني الداخلي فتقلل الألم مؤقتًا، ما يفسر عدم شعور البعض بالألم فور وقوع الإصابة.

عوامل تؤثر على الجهاز الأفيوني الداخلي

يمكن لعوامل نفسية وعصبية وفسيولوجية مختلفة أن تحفّز هذا النظام وتُساهم في إزالة الألم أو تقليل شدته أو تخفيف الانزعاج العاطفي المصاحب له، كما تساعد على تهدئة الجهاز العصبي وزيادة القدرة على مواجهة التوتر.

تنشيط المسكنات الداخلية

يمكن تنشيط المسكنات الداخلية بأربع خطوات مترابطة: الحركة التي تحسّن تدفق الدم وتوزيع المواد المعالجة إلى المنطقة المصابة وتمنع الركود الذي يطيل الشفاء، والتمارين الخفيفة المصممة لاستعادة الوظيفة والمرونة تدريجيًا خصوصًا بعد إصابات الأنسجة الرخوة، والتسكين حين يكون ضروريًا مع الحذر من استخدام المسكنات التقليدية بشكل مفرط واللجوء إلى بدائل طبيعية مثل الكركم أو الكابسيسين والتخدير الموضعي أو لصقات مسكنة أو تحفيز عصبي خفيف عبر الجلد مثل أجهزة التحفيز الكهربائي العصبي، وأخيرًا العلاج الطبيعي والتدليك والوخز بالإبر أو الإبر الجافة وتقنيات تحرير اللفافة وتحريك المفاصل إلى جانب استخدام الثلج والحرارة حسب الحالة.

الحرارة والبرودة متى تستخدم

استخدم البرودة خلال أول اثنتين وسبعين ساعة بعد الإصابات الحادة لتقليل التورم والألم لأنها تبطئ تدفق الدم، مع العلم أنها قد تقلل الالتهاب وتبطئ الشفاء أحيانًا وتزيد احتمالية التحول إلى ألم مزمن. أما الحرارة فمفيدة لآلام العضلات المزمنة والتيبس لأنها تعزز الدورة الدموية وتُرخّي العضلات، ويُنصح بها قبل التمرين أو للحد من تيبس الصباح. عند تطبيق الكمادات غطّها بمنشفة رقيقة وضعها لمدة لا تزيد عن عشر إلى عشرين دقيقة مع فترات راحة، وتوقف فور تفاقم الألم أو تضرر الجلد.

مقالات ذات صلة