تخيل هذا الجزء الصغير من وجهك الممتد من جسر الأنف إلى زوايا الفم كمنطقة لها مسار مباشر إلى الدماغ.
يحتوي هذا الموضع على شبكة من الأوردة الكبيرة خلف محاجر العين تُعرف بالجيب الكهفي، ومن خلالها ينساب الدم من وإلى الدماغ، ما يجعل انتقال العدوى من سطح الوجه إلى الداخل أمراً ممكناً رغم أن احتماله ضعيف.
يمكن أن تنتقل العدوى الناتجة عن فقع بثرة أو ثقب أنف خاطئ عبر هذه الأوردة إلى مناطق أعمق دون حاجز كبير، ومع أن حدوث ذلك نادر، فإن الخطر قائم ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
في حالات نادرة قد تتطور العدوى إلى خثار الجيب الكهفي وهو جلطة معدية في الجيب الكهفي، وقد يترتب على ذلك خراج دماغي، التهاب دماغي، تلف أعصاب الوجه مع احتمال شلل عضلات العين، التهاب السحايا، التهابات رئوية، صمات إنتانية تنتقل عبر الدم، أو حتى سكتة دماغية؛ وبفضل المضادات الحيوية أصبح علاج هذه الحالات أكثر نجاحًا إذا شُخّصت مبكرًا.
تجنب فقع البثور في هذه المنطقة دائماً لأن ذلك قد يسبب التهابًا موضعيًا، فرط تصبغ، ندوب بعد الالتهاب، أو دخول البكتيريا وحدوث عدوى أعمق.
إذا احتجت للتعامل مع بثرة في هذه المنطقة فجرّب وضع كمادة دافئة مبللة بماء ساخن (ليس مغليًا) لمدة 10 إلى 15 دقيقة للمساعدة على إخراج القيح، أو استخدم لاصقة بثرات لامتصاص الإفرازات إذا انفتحت البثرة، واستشر طبيب جلدية لخيارات آمنة وسريعة قد تشمل أدوية موضعية أو مضادات حيوية عند الحاجة.
متى تزور طبيبك؟
راقب العدوى عن كثب خلال خمسة إلى عشرة أيام، وإذا توسعت المساحة المصابة أو ظهرت أعراض عامة مثل الحمى أو القشعريرة أو تدهور الحالة العامة فاستشر الطبيب فورًا للتشخيص والعلاج لمنع تفاقم المشكلة.
