أوضح الباحث أن المسرح شهد منذ بدايات القرن العشرين تحولات جوهرية بفعل التطور التقني والتكنولوجي، وأن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة لمعالجة البيانات بل تحول إلى فاعل رئيسي في تشكّل العمليات الإبداعية في الفنون عامة والمسرح على وجه الخصوص.
أشار الباحث إلى أن الذكاء الاصطناعي صار قادرًا على إنتاج النصوص الموسيقية والصور والفيديوهات السينمائية، وإعادة إنتاج العروض التاريخية رقميًا، ودمج الصورة بالصوت عبر خوارزميات متطورة، فصار جزءًا من العملية الفنية وساهم في تطوير أدوات مثل الواقع المعزز والواقع الافتراضي، مما أعاد تشكيل العلاقة الجمالية والفكرية بين الفنان والعالم الافتراضي.
وبيّن أن الذكاء الاصطناعي أحدث تحولات كبيرة في التكوين السينوغرافي والتفاعل الدرامي، إذ أتاح للصورة المشهدية تصميم عوالم رقمية قابلة للتغيير والتبديل والتفاعل الحي، فبرزت ديناميكية تفاعلية جديدة تقوم على التناسج بين البعد المادي لمكونات العرض والحضور والتجسيد الافتراضي للذكاء الاصطناعي.
مسرح الطفل وتحديات العصر الرقمي
قدمت الباحثة جهاد الديناري ورقة تناولت تحديات مسرح الطفل في عصر الذكاء الاصطناعي وظاهرة مسرح الطفل “الأونلاين” الذي يسيطر عليه الذكاء الاصطناعي بدءًا من كتابة النص والإخراج وحتى طريقة العرض.
أوضحت الباحثة أن جائحة كورونا ساهمت في صعود المسرح الإلكتروني البديل في أوروبا وأمريكا، فبات ممكنًا متابعة عروض مسرحية كاملة عبر الإنترنت عن طريق الحجز الإلكتروني من دون الحضور الفعلي، ورُكّز على أن هذه التقنيات قدمت حلولًا عملية في أوقات الأزمات لكنها في المقابل تهدد فكرة التلقي المباشر وتضعف أهمية التجربة الحية، خصوصًا في مسرح الطفل الذي يعتمد على التفاعل الحسي المباشر بين الطفل والعرض.
وحذرت الباحثة من خطر سيطرة الآلة على حساب الدور البشري، مشيرة إلى أن استخدام برامج الذكاء الاصطناعي في كتابة السيناريو وإنتاج الصورة المسرحية الإلكترونية وأحيانًا الإخراج يهدد الصناعة التقليدية ويؤثر سلبًا على الصحة النفسية والعقلية للأطفال والمراهقين.
يُعد مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي من أقدم المهرجانات الدولية المتخصصة في إتاحة الفرصة للعروض المسرحية التجريبية من مختلف دول العالم، ويهدف إلى خلق حالة تواصل وحوار بين الشعوب وتعريف الجمهور في مصر والمنطقة بأحدث التيارات المسرحية وإتاحة نافذة للمسرحيين حول العالم للاطلاع على تطورات المشهد المسرحي في مصر والبلاد العربية.